الموضوع: محمود درويش
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 25/08/2008, 12h04
الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
يوسف أبوسالم يوسف أبوسالم غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:47645
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: أردنية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 241
افتراضي رد: ترويدة لمحمود درويش .......قصيدة جديدة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manal99 مشاهدة المشاركة


أستاذي الكريم الشاعر الفاضل : يوسف أبو سالم

قصيدة حزينة حافلة بالشجن وبموجة الألم تجاه رحيل الفقيد العزيز , ولقد أنتظرت أن يكتب الشعراء هنا قصيدة ,فيكون الكلام من شاعر لشاعر ,فالشاعر يعبر عن عواطفه ووجدانه بصورة خاصة , بهذا الهمس والحديث الحزين وهذه الكلمات الصادره من أعماق الذات التي آلمها الخبر , وأفجعها النبأ , فكنت الشاعر في هذه القصيده الذي أفصح وعبر مما أعترى هذه الروح من لوعة وألم من غياب الفقيد الغالي , ومدى الإحساس العميق بالأسى , هذا الأسى الذي تحول إلى كلمات في قالب فني بديع ذي إيقاع حسن مؤثر في النفس , وبهذه الإجواء الحزينة وما فيها من تجنيح للخيال ,الذي تحول إلى صور حسيه بديعة مفعمة بالإبداع , فصارت القصيدة كأنها النغم الهادىء المنبعث من أوتار آلة موسيقية .
ولقد بدأت النص بداية قوية " تمهل ..تمهل " ,ثمّ نمى المشهد الشعري رويداً رويدا , وتداعت الأفكار في سلاسة وانسياب وسريان في أرجاء وأنحاء وثنايا الكلمات.
جذبني تصويراتك للطبيعة الخلابة , وأندماجك مع تفاصيلها المتعدده , هذه الطبيعة الصديقة الوفية المفعمة بالإحساس والرقة والعذوبة , وهي الميدان الفسيح بكل روائع الجمال , بهذا الإيحاء النفسي الجميل , ولقد ظهر ذلك في كلماتك : " خضرة العشب , رائحة البرتقالات , زيتونة , طيور من الرعد , الفراشات , زهرة اللوز , نكهة الأقحوان ...." .

ولقد تكرر لفظ " تمهل " ثلاث مرات , وكان لهذا التكرار وظيفة جمالية , التي تعطي المتلقي أيقاعاً جميلاً وفي الوقت نفسة تمتعنا بمعان جديدة مع الصور والمظاهر المتتالية .

ولقد استوقفني هذا المقطع :

تمهل
أرى الآن زيتزنةً
تذرفُ الزيتَ
في حضرةِ الموتِ
أنقى..

صورة حسية بديعه معبرة , وحافلة بالعاطفة والترنم على أوتار الشجن وأهات الذات .

ومن أجمل وأروع الصور الجمالية التي أثرت النص وحسنت المعنى , وأضافت للقصيده حبات من الجواهر البراقه بين فواصل المقاطع ومن أجملها :

فنم
أيها الفارس العفوي
قريراً ...شهيداً
فأنت الجموح
الذي أندلع اليوم
حين تركت الحصان
وحيداً.

على العموم نص جميل ,يا أستاذي , وتجربة كتابية شعريه في فضاء البوح تجاه العزيز الفقيد , هذا الفقيد الذي تحمل في قلبه كل هموم وألالام الوطن ولكن جاء اليوم الذي سكن فيه هذا القلب وتوقف ولم يعد يتحمل فقد فاق قدرة على الإحتمال , عندها غاب ولكن بقيت الكلمات وسيبقى محمود درويش علماً ومثالاً وأستاذاً وشاعراً , فلقد هزمك الموت يادرويش ولكنه لا يستطع أن يقترب من شعرك الذي ملأ الدنيا على الدوام بكل ترانيم الشعر الأصيل العريق .

أشكرك من أعماقي يا أستاذ يوسف , على هذا النص , وفي أنتظار المزيد من الروائع وعذراً على الإطالة .


دمت بخير...




الأخت العزيزة منال
مساء الإبداع


لم أكن لا أنا ولا قصيدتي هذه
نتمنى أكثر مما هطلت به من قراءة راقية وشفافة حقا
فمن الإحساس بعموم النص إلى اقتناص الصور الجميلة الملفتة فيه
إلى ثراء التعبير عن فهمك للكثير مما بين سطوره
إلى التقاط صورة شجرة الزيتون
وهي الصورة التي لا أدري كيف أتيت بها
لقد بهرت حقا بمدى حساسيتك للنص وما به من جماليات إبداعية
وتعقيبا على قولك أنك انتظرت أن يكتب الشعراء
أقول ...
إن قراءة مثقفة حساسة مثلك تختلف تماما عن قراءة الشاعر
لماذا ....!!
لأن قراءة الشاعر لنص آخر لا تخلو من مقارنة بأشعاره أحيانا ولا تخلو من نقد باطني للنص
أما قراءتك فأمر آخر إنها .....إحساس بالقصيدة والصورة
إحساس مجرد ...بالكلمة ودلالاتها ..
وهذه هي القراءة التي ينشدها معظم الشعراء
بقي أن أنوه بمعلومة ..صغيرة ..أردتك أن تعرفيها
وهي
لو لاحظت المقطع الأخير ..ستجدينه يقول ......

فَسَبّلْ عيونكَ
مُدَّ يديك
تُحَنّيكَ ترويدةٌ ...الخ

هذا المقطع اعتمد على نص الأغنية الشعبية الحزينة..والتي تسمى ( ترويدة ) التي تغنيها
نساء الأردن وفلسطين ...للعريس في ليلة حنائه ( أي ليلة عرسه )
ومع تطور الزمن والأحداث ...صارت النساء
يرَوّدْنَها للشهيد الذي اعتبره الوجدان الجمعي ( عريسا ) في لحظة استشهاده
ونص الترويدة الشعبية يقول ...
سَبَّـلْ عُيونُهْ
ومَدّ ايده يحَنّونُهْ
وِشْ هالغزالِ الذي
راحوا يِصيدونُهْ


وهي ترويدة طويلة

أخت منال
دائما لمرورك نكهته المميزة
ولكلماتك مدياتها الممتدة
سلم القلم وما أغدق به على قصيدتي
من وشي

__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع


مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم



رد مع اقتباس