الموضوع: محمود درويش
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24/08/2008, 22h49
الصورة الرمزية منال
منال منال غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:61078
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: سعودية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 276
افتراضي رد: ترويدة لمحمود درويش .......قصيدة جديدة



أستاذي الكريم الشاعر الفاضل : يوسف أبو سالم

قصيدة حزينة حافلة بالشجن وبموجة الألم تجاه رحيل الفقيد العزيز , ولقد أنتظرت أن يكتب الشعراء هنا قصيدة ,فيكون الكلام من شاعر لشاعر ,فالشاعر يعبر عن عواطفه ووجدانه بصورة خاصة , بهذا الهمس والحديث الحزين وهذه الكلمات الصادره من أعماق الذات التي آلمها الخبر , وأفجعها النبأ , فكنت الشاعر في هذه القصيده الذي أفصح وعبر مما أعترى هذه الروح من لوعة وألم من غياب الفقيد الغالي , ومدى الإحساس العميق بالأسى , هذا الأسى الذي تحول إلى كلمات في قالب فني بديع ذي إيقاع حسن مؤثر في النفس , وبهذه الإجواء الحزينة وما فيها من تجنيح للخيال ,الذي تحول إلى صور حسيه بديعة مفعمة بالإبداع , فصارت القصيدة كأنها النغم الهادىء المنبعث من أوتار آلة موسيقية .
ولقد بدأت النص بداية قوية " تمهل ..تمهل " ,ثمّ نمى المشهد الشعري رويداً رويدا , وتداعت الأفكار في سلاسة وانسياب وسريان في أرجاء وأنحاء وثنايا الكلمات.
جذبني تصويراتك للطبيعة الخلابة , وأندماجك مع تفاصيلها المتعدده , هذه الطبيعة الصديقة الوفية المفعمة بالإحساس والرقة والعذوبة , وهي الميدان الفسيح بكل روائع الجمال , بهذا الإيحاء النفسي الجميل , ولقد ظهر ذلك في كلماتك : " خضرة العشب , رائحة البرتقالات , زيتونة , طيور من الرعد , الفراشات , زهرة اللوز , نكهة الأقحوان ...." .

ولقد تكرر لفظ " تمهل " ثلاث مرات , وكان لهذا التكرار وظيفة جمالية , التي تعطي المتلقي أيقاعاً جميلاً وفي الوقت نفسة تمتعنا بمعان جديدة مع الصور والمظاهر المتتالية .

ولقد استوقفني هذا المقطع :

تمهل
أرى الآن زيتزنةً
تذرفُ الزيتَ
في حضرةِ الموتِ
أنقى..

صورة حسية بديعه معبرة , وحافلة بالعاطفة والترنم على أوتار الشجن وأهات الذات .

ومن أجمل وأروع الصور الجمالية التي أثرت النص وحسنت المعنى , وأضافت للقصيده حبات من الجواهر البراقه بين فواصل المقاطع ومن أجملها :

فنم
أيها الفارس العفوي
قريراً ...شهيداً
فأنت الجموح
الذي أندلع اليوم
حين تركت الحصان
وحيداً.

على العموم نص جميل ,يا أستاذي , وتجربة كتابية شعريه في فضاء البوح تجاه العزيز الفقيد , هذا الفقيد الذي تحمل في قلبه كل هموم وألالام الوطن ولكن جاء اليوم الذي سكن فيه هذا القلب وتوقف ولم يعد يتحمل فقد فاق قدرة على الإحتمال , عندها غاب ولكن بقيت الكلمات وسيبقى محمود درويش علماً ومثالاً وأستاذاً وشاعراً , فلقد هزمك الموت يادرويش ولكنه لا يستطع أن يقترب من شعرك الذي ملأ الدنيا على الدوام بكل ترانيم الشعر الأصيل العريق .

أشكرك من أعماقي يا أستاذ يوسف , على هذا النص , وفي أنتظار المزيد من الروائع وعذراً على الإطالة .


دمت بخير...




رد مع اقتباس