[ شَولاَنُ البَرُوق ]
زعموا أن مجاشع بن دارم بن مالك ببن حنظلة ، وكان خطيبا كثير المال عظيم المنزلة من الملوك ، وأنه كان مع بعض الملوك فقال له : إنه قد بلغني عن أخيك نهشل بن دارم خير ، وقد أعجبني أن تأتيني به فأصنع خيرًا إليه ، وكان نهشل من أجمل الناس وأشجعهم ، وكان عيي اللسان قليل المنطق ، فلم يزل ذلك الملك بمجاشع حتى أتاه بنهشل ، فأدخله عليه وأجلسه ، فمكث نهشل لا يتكلم ، وقد كان أعجب الملك ما رأى من هيئته وجماله ، فقال له الملك : تكلم ، قال : الشر كثير ، فسكت عنه ، فقال له مجاشع : حدث الملك وكلمه ، فقال له نهشل : إني والله ما أُحْسِنُ تِكْذَابَكَ وتَأَثَامَكَ ، تَشُولُ بِلِسَانِكَ شَولاَنَ البَرُوق ، فارسل : شَولاَنَ البَرُوق مثلا .
البَرُوق : الناقة التي تشيل ذنبها تُري أهلها أنها لاقِح وليست بِلاقِحٍ .
__________________
ألِفَ الـحزنَ قـلـبـُهُ فــتـســـامَا ــ وقرى الهمَ فاستـطاب المُقامَا
واستَــدَارَتْ به الـعُـيـونُ فَـآسٍ ــ قد رثـــى حـــالـه وآخــــرَ لاما
لـم يعد في يديــه غـير حـروفٍ ــ قـاسمته الأسى فَبتنَ ندامـى
حارس الفنار