27/07/2008, 02h40
|
|
رحـمة الله عليه
رقم العضوية:58261
|
|
تاريخ التسجيل: août 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,220
|
|
|
رد: الجديد في قصيدة ياحبيب الروح-أو ساعة لقاء للموسيقار رياض السنباطي
هذه الرائعة من أوليات قصائد الشاعر الكبير إبراهيم ناجي ، وصدرت في ديوانه الأول " وراء الغمام " ( أبريل ـ نيسان 1934 م ) ، وقد أعيد طبع الأعمال الكاملة للشاعر الكبير عدة مرّات ، وقد نلتُ شرف أن أكون مسؤولا عن أحدث طبعة منها والتي تصدر من خلال سلسلة " أدباء القرن العشرين " ( الهيئة المصرية العامة للكتاب ) ، وقد صدر الديوان الأول " وراءَ الغمام في يناير 2008م ، وتحت الطبع الديوان الثاني " ليالي القاهرة " ، وبعده " الطائر الجريح " ، وها هي " ساعة لقاء " كاملة بالضبط والتدقيق طبق الأصل من آخر طبعة للأعمال الكاملة :
سَاعَةُ لِقَـاء
يا حَبِيْبَ الرُّوْحِ يا رُوْحَ الأمانِي
لَسْتَ تَدْرِي عَطَشَ الرُّوْحِ إِلَيْكَا
وحَنِينِي في أَنِيْنٍ غَيْرِ فَاني
للرَّدَى أَشْرَبُهُ منْ مُقْلَتَيْكَا
***
آهِ مِِنْ ساعةِ بَثٍّ وَشُجُونْ
وَلَقَاءٍ لَمْ يَكُنْ لِي في حِسَابْ
وَحَدِيثٍ لَمْ يَدُرْ لِي فِي الظُّنُونْ
يا طَوِيْلَ الهَجْرِ يَا مُرَّ الغِيَابْ
***
حَلَّ يا سَاحِرُ صَفْوٌ وَسَلامْ
بَعْدَ فَتْكِ البَيْنِ بالقَلْبِ الغَرِيْبْ
وَدَنَا رَوْضٌ وَظِلٌّ ُ وَغَمَامْ
بَعْدَ فَتْكِ النَّارِ بالعُمْرِ الجَدِيْبْ !
***
مَرَّتِ السَّاعَةُ كَالحُلْمِ السَّعِيدْ
وَمَشَتْ نَشْوَتُهَا مَشْيَ الرَّحِيْقْ
ذَهَبَ العُمْرُ ، وَذَا عُمْرٌ جَدِيْدْ
عِشْتُهُ مِنْ فَمِكَ الحُلْوِ الرَّقِيْقْ !
***
مَرَّتِ السَّاعَةُ والليْلُ دَنَا
والهَوَى الصَّامِتُ يَغْـــــدُو وَيَــــرُوْحْ
وَتَلاشَتْ وَاخْتَفَتْ أجْسَادُنَا
وَاعْتَنَقْنَا في الدُّجَى رُوْحًا بِرُوْحْ
***
تَسْمَعُ الشِّعْرَ وَشِعْرِي مِنْكَ لَكْ
وَبِإِلْهامِكَ أَبْدَعْتُ الرَّوِيّ
أنْتَ يَا مُعْجِزَةَ الحُسْنِ مَلَكْ
كُلُّ لَفْظٍ مِنْكَ شِعْرٌ قُدُسِيّ
***
رَاجَعَتْنَا في جَلالٍ وَسُكُوتْ
وَتَوَالَتْ صُوَرُ الماضي الحَزِيْنْ
كَيْفَ يَبْلَى يا حَبِيْبِي أوْ يَمُوتْ
ما طَبَعْنَاهُ على قَلْبِ السِّنِيْنْ
***
كَيْفَ يَفْنَى ما كَتَبْنَاهُ بِنَارْ
وَخَطَطْنَاهُ بِسُهْدٍ وَدُمُوعْ
يَشْهَدُ الليْلُ عَلَيْهِ والنَّهَارْ
وَالشَّهِيْدُ المُتَوَارِي في الضُّلُوعْ
***
الْتَقَتْ أَرْواحُنَا في سَاحَةٍ
كَغَرِيْبَيْنِ اسْتَرَاحَا مِنْ سَفَرْ !
وَحَطَطْنَا رَحْلَنَا فِي وَاحَةٍ
زَادُنَا فيها الأمانِي والذِّكَرْ
***
وَتَسَاءَلْتَ عَنِ المَاضِي وَهَلْ
حَسُنَتْ دُنْيَايَ فِي غَيْرِ ظِلالِكْ ؟
يا حَبِيْبِي ! أَيْنَ أَمْضِي مِنْ خَجَلْ
وَفُؤَادِي أَيْنَ يَمْضِي مِنْ سُؤَالِك !؟
***
شدَّ ما يُخْجِلُنِي جهْدُ الْمُقِلْ
مِنْ شَبَابٍ ضَاعَ أَوْ مِنْ نُوْرِ عَيْنِ
يَتَمَشَّى السُّقْمُ في قَلْبِ الأَجَلْ
وَأَرَاني لَكَ مَا وَفَّّيْتُ دَيْنِي
***
أنَا شَادِيْكَ وَلَحْنِي لَكَ وَحْدَكْ
فَاقْضِ مَا تَرْضَاهُ في يومي وأمْسِي
دَرَجَ الدَّهْرُ وَمَا أذْكُرُ بَعْدَكْ
غَيْرَ أيَّامِكَ يا تَوْأَمَ نَفْسِي !
***
وأنا الطَّائِرُ ! قَلْبِي مَا صَبَا
لِسِوَى غُصْنِكَ والوَكْرِ الْقَدِيْمْ
ما تَبَدَّلْنَا وَلا حَالُ الصِّبا
والهَوَى الطَّاهِرُ والوُدُّ الكَرِيْمْ !
***
لمْ تَزَلْ ذِكْرَاهُ مِنْ بَالِي وَبَالِكْ
كَيْفَ يَنْسَى القَلْبُ أحْلامَ صِبَاهْ ؟
قدْ صَحَتْ عَيْنِي على فَجْرِ جَمَالِكْ
كَيْفَ يُنسَى الفَجْرُ يا فَجْرَ الحَيَاةْ ؟!
|