عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 17/07/2008, 03h19
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي رد: أخطاء لغوية شائعة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عبيد الله مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك يا استاذ انس وفى هذا المجهود الرائع المتمثل فى مشاركات الاخوة والتى رسخت الموضوع ومنى لكم شكر باسم الشباب امثالى من عاشقى اللغة و الذين يحزنهم ما اّل اليه حالها وقد بدأت تستبدل (بإفتكاسات؟؟؟!!!) والتى حتى لا أعرف ماذا تعنى او على ما تدل

الصديق العزيز ابن عبيد الله
أشكرك على كلامك الطيب وحسن ظنك بى وحسن قبولك لهذا الموضوع , والحقيقه نحن نعيش كارثة لغوية كبرى حيث ضيعنا كثيرا من مفردات لغتنا الجميله واستبدلناها بأمثال تلك الكلمات التافهه ,
ولكى تقدر حجم الكارثه أقول لك معلومة قرأتها وأنا أعد كتابا لى منذ سنوات عن سيرة الإمام الشافعى أحببت أن أجمعها وأجعلها فى قالب روائى يشبه الملاحم والسير , وهى أن الشافعى فى مرحلة صباه المبكر أوصاه معلمه الذى قام بتحفيظه القرآن أن يذهب الى الباديه ليقوم لسانه ويتعرف على اللغة العربية الأصيله وهى اللغة التى لم تشبها شائبه , تخيل كان هذا الكلام فى نهايات القرن الثالث الهجرى , ولأن الفتى الصغير أخذته الدهشة من كلام معلمه توجه الى جده ليسأله وكان هذا الحوار الذى تخيلته فى كتابى السيره الشافعيه .........
ــ لبث الشافعى طوال النهار يقلب فى رأسه الصغير ما سمعه من شيخ الكتاب وهو فى عجب من كلامه . ما الذى يعنيه يا ترى من ورائه ؟!. ما معنى أن يقوم لسانه وأن يتعلم اللغة العربية الصحيحه ؟!. ولماذا طلب إليه الخروج إلى الباديه أى شئ سيجده فيها ؟!. وهل هناك قوما آخرين يتكلمون لغة أخرى . أفكارا كثيرة وأسئلة لا جواب لها عند من هم فى سنه أحاطت به وتزاحمت فى رأسه الصغير وجعلته فى حيرة من أمره ..
لم يصبر إلى أن يأتى المساء حتى يعود إلى الدار ليسأل عنها جده فقرر أن يتوجه إليه على الفور فى دكان العطارة عقيب مغادرته ساحة الحرم . كان الشيخ منهمكا فى ترتيب بعض البضائع المكدسة أمامه ورصها على الأرفف فى نسق بديع . ألقى عليه السلام وأخبره بما كان من أمر الشيخ إسماعيل معه . إبتسم جده قائلا وهو ينفض يديه من الغبار العالق بهما : أجل يا ابن إدريس لقد أخلص لك الشيخ النصيحه وأصدقك القول . إن أمامك رحلة طويلة لا مناص لك من القيام بها إن كنت راغبا فى أن تستأنف طريق العلم وتمضى فيه ..
ـ لم أفهم بعد يا جدى ما الذى تقصده ؟!.
ـ سأشرح لك الأمر العرب عامة بما فيهم نحن القرشيون قد خالطوا أبناء الأمم الأخرى بحكم السفر الدائم والترحال وشغلهم بالتجاره وأيضا لوجود كثير من العجم بينهم . كان من نتيجة كل ذلك أن هجنت لغتهم العجمه فلم تسلم ألسنتهم من بعض اللحن وغريب القول وفقدت لغتهم شيئا مـن نقائـها ..
زادت الدهشة فقال مقاطعا : رغم فصاحتنا وبلاغتنا المعروفة عنا نحن أهل الحجاز ؟!.
ـ أجل .. رغم فصاحتنا وبلاغتنا , لكن بقيت جماعة من العرب هم أهل الباديه لم يخالطوا أى جنس ولم يتعاملوا فى شؤونهم مع غير العرب . لذلك سلمت لغتـهم من أى لهجات دخيلة وبقى لسانهم العربى الأصيل على حاله لا تشوبه شائبه ..
صمت برهة وأردف قائلا : هل سمعت الحديث المروى عن رسول الله [ص]والذى قال فيه : إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شـاف كـاف ..
ـ أجل سمعته غير مرة من الشيخ إسماعيل ..
ـ عظيم . هذه الأحرف يا ولدى لها تأويلات كثيره من ذلك مثلا أنها تشير إلى سبع لغات من قبائل العرب ورغم أنهم اختلفوا فى تعيين هذه القبائل السبعه إلا أن قريشا وهذيل لم يختلف عليهما أحد . فهذيل إحدى جماعات ست لا تؤخذ اللغة الصحيحة إلا عنها وهم من أفصح العرب لسانا وأعذبهم لغة وأحسنهم بيانا ..
ـ آه لهذا السبب نصحنى الشيخ إسماعيل أن أذهب من فورى إلى الباديـه ؟!.
ـ أجل يا ولد إدريس أجل عليك بعد أن تنتهى مناسك الحج أن تعد نفسك إن شاء الله للرحيل إلى الهذليين هناك فى الباديه . تخالطهم وتعيش بينهم وتحيا حياتهم وتعرف كلامهم وأيضا تحفظ أشعارهم وحكمهم ..
ـ سمعا وطاعة يا جدى ..
قالها الفتى سعيدا إلا أنه ارتسم على وجهه تساؤل وهم أن يتكلم غير أن حياءه منعه فاستحثه قائلا : ألمح فى عينيك كلاما أليس كذلك ؟!.
ـ بلى يا جدى لكن لا أريد أن أشق عليك بكثرة السؤال ..
ـ سل ما بدا لك لا يزال أمامنا متسع من الوقت قبل أن نغلق الحانوت ..
ـ كنت أود أن تسمعنى شيئا من أشعارهم ؟!.
ضحك فى حنان قائلا : إيه يا ولد إدريس ما أكثر ما قالوا إن لهم من القصائد ما يوقر مائة بعير وزياده . إسمع مثلا قول شاعرهم أبى ذؤيب الهذلى فى الحكم والوصايا :
أمن المنون وريبه تتوجـع ؛ والدهر ليس بمعتب من يجزع ..
وتجلدى للشامتين أريهموا ؛ أنى لريب الدهر لا أتضعضع ..
والنفس راغبة إذا رغبتها ؛ وإذا تـرد إلى قليـل تقنـع ..
ـ الله الله . شعر بديع حقا . ليتك تزيدنى
ـ إسمع يا ولدى قول شاعرهم :
مالى أحن إذا جمـالك قربت ؛ وأصـد عنك وأنت منى أقرب ..
وأرى البلاد إذا سكنت بغيرها ؛ جدبا وإن كانت تطل وتخصب ..
ـ شوقتنى بكلامك هذا إلى الرحيل إليهم . أعدك أنى لن أغادر ديارهم بإذن الله تعالى حتى أحفظ عن ظهر قلب كل ما قالوه ..
رد معقبا وهو يربت على كتفيه : أنا على ثقة من ذلك يا ولدى ..
ثم أردف قائلا وهو يبتسم ابتسامة ذات مغزى : أذكرك أيضا أن براعتهم ليست فى اللغة والشعر فحسب بل هم أيضا بارعون فى فنون الرماية والقتال أليست تلك هواياتك أيها الولد القرشى ؟!.
أطرق الصبى رأسه حياء دون أن يتكلم أو يعقب واستأذن تاركا جده يواصل عمله فى الدكان ..
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها
رد مع اقتباس