قصيدة : وطني
أحب التسكع والبطالة والرصيف
ولكنني أحب الرصيف أكثر
أحب النظافه والأستحمام
والعتبات الصقليه وورق الجدران
ولكني أحب الوحول أكثر
فأنا أسهر كثيراً يا أبي
أنا لا أنام
حياتي سواد وعبوديه وانتظار
فأعطني طفولتي
وضحكاتي القديمة على شجرة الكرز
وصندلي المعلق في عريشة العنب
لأعطيك دموعي وحبيبتي وأشعاري
المرأة هناك
شعرها يطول كالخشب
يزهر ويتجعد
يذوي ويصفر
ويرخي بذورة على الكتفين
ويسقط بين يديك كالدمع
وطني
على هذه الأرصفه الحنونه كأمي
أضع يدي وأقسم بليالي الشتاء الطويله
سأنتزع علم بلادي عن ساريته
وأخيط له أكماماً وأزراراً
وأرتديه كالقميص
إذا لم أعرف
في أي خريف تسقط أسمائي
وأنني مع أول عاصفه تهب على الوطن
سأصعد أحد التلال
القريبه من التاريخ
وأقذف سيفي إلى قبضة طارق
ورأسي إلى صدر الخنساء
وقلمي إلى أصابع المتنبي
وأجلس عارياً كالشجرة في الشتاء
حتى أعرف متى تنبت لنا
أهداب جديدة , ودموع جديدة
في الربيع؟
وطني أيها الذئب الملوي كالشجرة إلى الوراء
إليك هذه الصورة الفوتوغرافيه :
لماذا تنكيس الأعلام فوق الدوائر الرسمية ,
والسفارات والقنصليات في الخارج , عند كل مصاب ؟
إنها دائما منكسة !
اتفقوا على توحيد وتقسيم الأوطان
مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير
أناشدك الله يا أبي:
دع جميع الحطب والمعلومات عني
وتعال لملم حطامي من الشوارع
قبل أن تمطرني الريح
أو يبعثرني الكناسون
هذا القلم سيقودني إلى حتفي
لم يترك سجناً إلا وقادني إليه
ولا رصيفاً إلا ومرغني عليه
***