رد: «أشـــرار..الشاشـــة»
«الدقن».. الشرير خفيف الدم ماتت أمه بسبب أدواره
كان لايزال طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية عندما قرر ممارسة الفن سنة ١٩٤٦ فبدأ حياته الفنية كومبارس حتي استطاع الحصول علي بكالوريوس المعهد عام ١٩٥٠، هو توفيق أمين محمد أحمد الشيخ الدقن المولود في قرية هودين مركز السنطة بركة السبع بمحافظة المنوفية.
عمل في بداية حياته موظفاً بالسكة الحديد وكاتب مخالفات بالنيابة الجزائية بالمينا، لكن ذلك لم يمنعه من ممارسة التمثيل وبعد تخرجه في المعهد أتيحت له فرصة الاشتراك مع فريد شوقي لأول مرة في فيلم «ظهور الإسلام» عام ١٩٤٩م ثم توالت بعد ذلك أدواره السينمائية كما عمل في فرقة إسماعيل ياسين حتي التحق بالمسرح القومي الذي ظل عضواً فيه حتي إحالته للتقاعد واشترك الدقن في حوالي ٢٠٠ مسرحية أشهرها «سكة السلامة» و«عائلة الدوغري» و«الفرافير» وله العديد من المسلسلات الإذاعية منها «سمارة» وحلقات «نوارة»، تغيرت طبيعة أدواره عندما كبرت سنه فمثل أدوار الأب المغلوب علي أمره في «علي باب الوزير» ودور الفلاح في «خرج ولم يعد» وغيرهما.
واشتهر الدقن بأدوار الشر وإن لم يخل أداؤه من خفة ظل وكان ناجحاً في أدوار اللص والبلطجي والسكير والعربيد إلي درجة أن بسطاء الناس كانوا يصدقونه فيما يفعله ويكرهونه بسبب تلك الأدوار ولكنه استطاع دخول قلوب الملايين من الناس بإفيهاته التي مازالت عالقة في أذهاننا ويتناقلها الشباب حتي الآن مثل «يا آه يا آه» و«أحلي من الشرف مفيش» وهبماكه» و«العلبة دي فيها إيه»، وبسبب هذه الأدوار الشريرة التي كان يمارسها كان يصادف كثيراً من المواقف المحرجة فقد حضرت والدته من المنيا للعلاج وكانت تركب معه السيارة في شارع عماد الدين حتي نعته أحد المارة المهووسين بشخصيات الأفلام بأنه شرير ولص وسكير، ولم يسمح له الوقت أن يشرح له أن هذا مجرد تمثيل فاعتقدت والدته أن أبنها الوحيد بهذه المواصفات فتوفيت في الحال حزناً.
وحصل توفيق الدقن علي العديد من الجوائز منها وسام الاستحقاق والجدارة ووسام العلوم ورحل عن عالمنا في ٢٦ نوفمبر ١٩٨٨م.
شرير الشاشة الظريف.. عاش بـ «شهادة ميلاد» شقيقه
كتب: إبراهيم الخضري
هو شرير السينما الظريف والفنان العبقري الذي أدي الأدوار الدرامية والكوميدية باقتدار.
وقف توفيق الدقن علي خشبة المسرح لأول مرة صدفة كما يحكي نجله.
«ماضي توفيق الدقن» المحامي بالنقض قائلاً: ولد في الثالث من مايو عام ١٩٢٣م في قرية «هورين» ببركة السبع التي كانت تتبع وقتها محافظة الغربية قبل أن تنتقل إلي محافظة المنوفية في عهد الرئيس السادات.
ويضيف: نشأ والدي في أسرة متدينة تتألف من خمس بنات وأربعة أولاد وكان جدي يحبه بشدة بسبب وفاة شقيقه الأكبر منه الذي ولد في عام ١٩٢٠م ولم يستخرج له أبوه شهادة ميلاد، بل عاش بشهادة ميلاد شقيقه والتحق بكُتَّاب القرية لحفظ القرآن وأطلق عليه الشيخ العجوز، وحصل علي الابتدائية من مدرسة «المساعي المشكورة» بالمنوفية، قبل أن تنتقل الأسرة إلي المنيا. وفيما بعد حصل علي الإعدادية والتوجيهية.
يتابع ماضي الدقن: أراد والدي أن يساعد جدي علي أعباء الحياة فعمل بالحسابات في ورش السكة الحديد مع الأستاذ سعد أردش.
ويضيف الأستاذ ماضي ملمحاً لم نكن نعرف عن توفيق الدقن قائلاً: لعب جناحاً أيسر في فريق المنيا لمنتخب قبلي كما لعب بنادي السكة الحديد. قبل أن تقود الصدفة خطواته ليقف علي خشبة المسرح، بعد ان أنتهي من ماتش لكرة قدم في جمعية الشباب المسلمين بالمنيا، حيث كانت تعرض رواية علي مسرح الجمعية وتغيب عبدالعزيز خليل، الذي كان من المفترض أن يقوم بدور الشرير ولم تجد روحية خالد وفتوح نشاطي بداً من منح الدور لتوفيق الدقن الذي نجح بشدة ونصحته روحية خالد بأن يتوجه إلي زكي طليمات وعن طريقه التحق بمعهد الفنون المسرحية في الأربعينيات وتخرج فيه عام ١٩٥١.
كما قدم مسلسل «سمارة في الإذاعة»، مع المخرج يوسف الحطاب دور سلطان وفيه أطلق أول «إفيه» (استر يا اللي بتستر).
ويضيف ماضي إن توفيق الدقن كان يقبل الأدوار الصغيرة لكي يصنع لنفسه تاريخاً وكانت لديه قناعة فنية عبر عنها بقوله «ليس هناك دور كبير ودور صغير بل هناك فنان كبير وفنان صغير» وعن مسيرته التليفزيونية قال الأستاذ ماضي إن توفيق الدقن عمل بالتليفزيون عام ١٩٦١ في مسلسل «بنت الحتة»، ومن أشهر «إفيهاته» فيه (ألو يا أمم).
وعن أشكال التقدير والتكريم التي تلقاها الدقن فهي كثيرة ومنها وسام العلوم والفنون للطبقة الأولي عام ١٩٦٥ من الرئيس عبدالناصر وشهادة الجدارة في عيد الفن عام ١٩٧٨ من الرئيس السادات.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.
عودة الي الزمن الجميل. منير
|