الاختيار الصّعب
يا صديقي
ها قد هجرنا خيام القبيلة
وتصعلكنا في طرقات الهزيمة
على خيل هزيلة
وحدك تبحث عنّي
وحدي أفرّ منّي
ومعا نبحث عمّا يعني
أترانا نهدم أكثر؟
أم أكثر نبني؟
انّا زرعنا الحبّ في كلّ مكانْ
أترانا غدا نجني؟
أخبّأُ وجهك في ضلوعي
لكنّك وحدكْ
وأنا وحدي
أُخرجك من جيبي
منديلا لدموعي
وتبقى وحدك
وأبقى وحدي
ويوم أذّن في القرى
صاح المنادي:
يا هل تُرى
ذهب الرفاقُ الى الثّرى
أم أنّهم تزوجوا الصحراءْ
عاشقة تلبس فيما تلبس العراءْ
ويوم اذن في القرى
كنت أوقد في الرمل نارا
عبثا امسح على جبين القبيلة عارا
وأُهدي القرنفل لمن تحب
وأنت تكاد من فرط حبّك تحتجبْ
قلت لك اثبت مكانك لا تنسحبْ
أعلّمك الآن أول درس حبّْ:
ان أردت لحبّك أن يستمرّ فلا تقتربْ
وكن خفيفا كظلّك و العب بين السحبْ
وارجع ان شئت لصحرائك
فهي منتهاك رغبت أم لم ترغبْ
وعدّل عقارب ساعتك
الوقت الآن حبّْ
ودقّتين
وخمسون خفقة قلبْ
المرسى 1 أفريل 1991