بسم الله نبدأ فى تحليل موسيقى ( القافلة )
من أعمال عبد الوهاب الموسيقية ..
لقد أفاض الأخوة الزملاء فى الحديث عن موسيقى القافلة وعن تصور كل واحد منهم لمعنى المقطوعة ومايقصده المؤلف ..
والقافلة من أعمال عبد الوهاب الموزعة وهى قليلة بالنسبة لأعماله الموسيقية العديدة ..
وموسيقى القافلة تذكرنا بموسيقى أخرى لعبد الوهاب إستعمل فيها نفس الأسلوب فى المزج بين الموسيقى الغربية والشرقية ..
وهى موسيقى ( هدية العيد ) .. مع بعض الإختلافات ..
تبدأ القافلة بعزف منفرد لآلتى الكمان والأوبوا ( صولو ) .. وترد عليهما الوتريات بعرض الأوركسترا ليمهد بهم المؤلف للمستمع ليعرف نوع الموسيقى التى سيستمع إليها ..
وبعدها يدخل الإيقاع وهو إيقاع رباعى الميزان من نوع السوينج الغربى .. يصلح لهذا النوع من الأعمال ..
يدخل الإيقاع مصحوباً بالجيتار .. ثم تعزف الأوبوا جملة موسيقية هادئة .. وتعيد الأوبوا نفس الجملة مرة أخرى مع مصاحبة من الوتريات ( كاونتربوينت ) .. أى موسيقى خلفية هارمونية متعارضة ..
نسيت أن أذكر لكم أن المقام المستعمل هو خليط بين مقامى النهاوند والنكريز .. وأيضاً النواأثر ..
وجدير بالذكر أن إختيار عبد الوهاب لهذه المقامات جاء تمشياً مع موضوع المقطوعة .. الذى يتحدث عن قافلة تسير فى الصحراء ..
وسنلاحظ العجب فى هذا الجزء ومايليه من أجزاء .. فلقد إستخدم عبد الوهاب المقام الواحد من عدة درجات ..
فنجده يستعمل النهاوند من الدو .. ثم يستعمله مرة أخرى من الصول .. وهكذا مع باقى المقامات ..
ينتهى الجزء الأول بتصاعد درامى موسيقى من الوتريات بمصاحبة النحاس والخشبيات .
وهنا تحدث الإنتقالة بين المقامات التى تحدثنا عنها .. فنجده إستعمل نفس مقام النهاوند ولكن من درجة أخرى غير التى بدأ بها ..
فيعزف الناى صولو قصير تمهيداً للجزء التالى .. والذى يتحول فيه للموسيقى الشرقية .. مع إيقاع المقسوم أو البلدى أو المصمودى الصغير .. وكلها مسميات لإيقاع واحد رباعى الميزان ..
نسمع فى هذا الجزء .. القانون والناى يعزفا جملة موسيقية راقصة للتعبير عن الموقف الجديد ..
تشترك الوتريات أيضاً فى هذا الجزء بدور كبير .. حيث نسمع ردود من درجة الجواب ( الصوت الحاد ) .. مع ضربات من الألآت النحاسية .. ولا ينسى عبد الوهاب أيضاً الألآت الخشبية ( الفلوت والبيكالو والأوبوا ) ..
ثم تصاعد درامى أخر للعودة للجملة الرئيسة للعمل .. وأيضاً من درجة نغمية مختلفة عن الدرجة الأصلية ..
وبعدها ننتقل لإيقاع الفوكس .. وهو إيقاع بسيط وسريع .. حيث نسمع جملة جديدة .. ونسمع هنا حواراً بين الخشبيات والوتريات ..
ونعود مرة أخرى للجملة الرئيسية بنفس الطريقة ( التصاعد الدرامى الموسيقى ) .. تمهيداً للنهاية .. التى تتزعمها النحاسيات مع ضربات قوية من الوتريات والخشبيات .. تتصاعد الضربات حتى ينتهى العمل بنغمة من عرض الوتريات ..
فى الحقيقة .. هذه ليست أول ولا أخر مرة يستعمل عبد الوهاب أسلوبه هذا فى موسيقاه .. مع ملاحظة أن طريقة عبد الوهاب لم تتغير فى إستخدامه لتنقلات مقامية جديدة وغريبة وخارجة عن المألوف ..
والملاحظ أيضاً أن عبد الوهاب لم يستخدم أى مقامات شرقية فى هذا العمل .. برغم إستخدامه لها فى موسيقاه ( هدية العيد ) .. وهى موسيقى كبيرة وضخمة وتعتبر علامة من علاماته الموسيقية .. وربما يكون هذا سبباً فى عدم شهرة ( القافلة ) ..
على العموم .. لقد إستمعنا وإستمتعنا بعمل من أعمال عبد الوهاب المتميزة ..
أدعوكم لسماعها مرة أخرى .. وأرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .