رد: من الواجب أن نعطي الكلمة (حقها)
أخي رضا رشيد
أنت وضعت يدك على " بيت القصيد " في هذه الرائعة " جددت حبك ليه ؟" ، فعندما يقول رامي :
وازّاي أقول لك كنا زمان .. والماضي كان في الغيب بكره
واللي احنا فيه دلوقتي كمان .. ح يفوت علينا ولا ندرى
فإنه يطالبنا بعدم تضييع الوقت في العتاب ومحاسبة الآخر ، يريد أن نمشي للأمام ونقتنص اللحظة المتاحة في صنع ما هو أجمل وأروع وأبقى ، بدلا من العتاب الذي قد ينبش الجراح القديمة ويوقظها فيضيع ما بين أيدينا ، ألم يكن الماضي الجميل الذي عشناه يمثل المستقبل ( بكره ) قبل أن يمضي به الزمن ويحوّله إلى ماض ؟؟ هذا الحاضر الذي نعيشه الآن إذا لم نقتنصه سيمر ويضيع وسيصبح ماضيًا أيضًا عندما يأتي علينا الغد ( بكره ) .
رامي يحاول أن يعلمنا أن نمضي إلى الأمام لا إلى الخلف ، فالـ " الخلف " ذكريات مضت بحلوها ومرّها ولن تشفع لنا الآن ، أما الأمام فهو المستقبل بكل ما فيه من أحلام لن تتحقق بمجرد أننا نحلمها ، ولكنها تتطلّب الإصرار أولا ثم التقاء إرادة الطرفين على غفران ما مضى من أجل ما سيأتي.
رامي جاء من الفصحى إلى العامية ، ولذلك فقاموسه " فصحوي " ، أما وضع كلمة " الفؤاد " في أول الأغنية فبسبب الوزن الشعري ( العَروض ، أو بحور الشعر ) فالأغنية ـ في معظمها ـ من البحر البسيط ، ( مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن ) ولكن يُدخل عليه رامي بعض الزحافات والعلل ( أو يستخدمها ) فتتحول " فاعلن " إلى " فعلن " ، ولو جاء بكلمة " القلب " مكان " الفؤاد " لاستوجب ذلك أن يحرّك لام " القلب " بالكسر بدلا من السكون فتصير " القـَلِب " كما ينطقها أهلنا في الصحراء الغربية .
الأغنية من الروائع التي أحبها وتملأ ذكرياتي ، وهي بالفعل جاءت بعد خصام عابر بين رامي وأمّ كلثوم ، وراح الخصام بلقاء عابر أسفر عن أغنية رائعة كسبناها وكسبتها الأجيال المقبلة .
|