احتيال باسم محمد عبد الوهاب !
صفحة ساخرة
المصدر : صحيفة الثوره (السوريه)...الخميس 19/7/2007
أحمد بوبس
في أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين,ظهر في القاهرة مطرب شاب اسمه محمد عبد الوهاب حلمي وكان مطربا جيد الصوت.
من أشهر نشاطاته أنه لعب دور البطولة في مسرحية (شهرزاد) لسيد درويش أمام المطربة رجاء عبده, وكانت له شقيقة مطربة اسمها حفصة حلمي وكان هذا المطرب يؤدي أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب ويقلده في لباسه وطربوشه ونظارته وحتى في سوالفه الطويلة التي هي إحدى تقليعات الموسيقار الكبير في ذاك الوقت.
أحد متعهدي الحفلات استغل شخصية المطرب الشاب محمد عبد الوهاب حلمي التي كانت نسخة طبق الأصل عن الموسيقار-عبد الوهاب-وأخذ يقيم له الحفلات وكانت الإعلانات التي ملأت شوارع القاهرة تحمل عبارة( الأستاذ المطرب محمد عبد الوهاب) بخط كبير يملأ الإعلان وتفاديا لأية دعوى قضائية يمكن أن يرفعها الموسيقار عبد الوهاب الأصلي كان المتعهد يكتب كنية المطرب ( حلمي) في نهاية الاسم بخط صغير لا يكاد يظهر للعين.
وعرف الموسيقار-الأصلي بالأمر فتضايق لكن لم يكن باستطاعته أن يفعل شيئا لأن اللعبة محبوكة جيدا .
صحيح أن في الأمر تغريراً بالناس وخداعاً, لكن لا يوجد أي مستمسك قانوني يدين المطرب الشاب الذي لا يدعي أنه الموسيقار محمد عبد الوهاب الأصلي.
وذات مرة .. تعاقد المتعهد الجريء على أن يحيي عبد الوهاب المزيف فرحا في إحدى القرى وأقنعهم بأنه سيأتي لهم بالاستاذ الكبير محمد عبد الوهاب لإحياء الفرح,وتقاضى منهم الأجر اللائق باسم الموسيقار الكبير وشهرته.
وفي يوم الفرح أحضر المتعهد عبد الوهاب المزيف إلى القرية في سرية تامة وأنزله في أحد المنازل وأخبره عن موعد ومكان الفرح ثم غادر المتعهد القرية إلى القاهرة بعد أن قبض المبلغ المتفق عليه في العقد كاملا وترك المطرب المزيف لمصيره.
وفي الموعد المحدد ذهب المطرب الشاب إلى مكان الفرح وقدم نفسه على أنه المطرب محمد عبد الوهاب وصعق أصحاب الفرح لهذا المقلب الذي تعرضوا له .
طلبوا من المطرب الشاب بطاقته الشخصية فوجدوا أن اسمه محمد عبد الوهاب فعلا,وهو بالفعل مطرب ويحمل عوده بيده تماما مثل عبد الوهاب الأصلي وأدرك أصحاب الفرح أنهم وقعوا ضحية عملية نصب محكمة ولم يعد هناك حل إلا أن يحيي عبد الوهاب المزيف الفرح. وفي اليوم التالي بحث أصحاب الفرح عن المتعهد كي ينتقموا منه لكنه كان قد غادر القرية فرفعوا ضده دعوى اتهموه بالغش والاحتيال.
وفي المحكمة دافع المتعهد عن نفسه بأنه تعاقد على إحضار المطرب محمد عبد الوهاب وقد فعل ذلك والدليل بطاقته الشخصية ,وحكمت المحكمة ببراءة المتعهد النصاب إذ لا دليل ضده.
لكن هذه الحال لم تدم إذ إن المطرب المزيف سرعان ما توفي واستراح الموسيقار محمد عبد الوهاب من إزعاجه.