[محمود]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة albujairami

سيدي الكريم أولا أنا ما قلت سيبويه واضع علم العروض بل شيخه و أنت اقتبست ما يثبت ذلك ثانيا من باب الأمانة التقيد بمصطلحات من وضع العلم و الخليل ما قال إلا ما ذكرت أنا في وصف حركات الحروف

أول كلامي سلام ..

يا أخي الكريم ..

حيث أن الأستاذ سمعجي متغيب بسبب ظروفه الخاصة ولفترة ربما ستطول، فإنني أستميحك عذرا إذ أقتحم عليكما مساجلتكما تلك وأرجو ألا تعتبرني متطفلا ولا حتى فضوليا، فأنت الذي ألقيت بكلمتك في العلن وأحسب أن لي إبداء الرأي فيما يدور. ولو كانت كلماتك ترامت إلى سمعي أو وقعت تحت نظري من شوارد حوار خاص غير معلن لترددت ألف مرة قبل أن أتطوع بالاقتحام.

أراك يا سيدي الكريم تشق على نفسك وعلى صاحبنا فلِم كل هذا؟ أعرف بداية أن لكل شيخ طريقته، وربما كانت هذه طريقتك، ومع هذا فلو كنت مكانك لبدأت بمراسلته على الخاص لألفت نظره إلى ما أراه من قصور أو خلل في عباراته وفرضياته وثوابت علمه، خاصة وأنه يجلس منا مجلس المعلم. هنا يكون مرادك التصحيح والتنبيه والإعلام. أما وقد بدأت بلفت نظره على الملأ لما تراه صوابا، وليس معنى ذلك أنه كذلك، فقد رد عليك بحياد وبموضوعية وشرح لك مرتآه ومبتغاه من استخدام ما استخدمه من مصطلحات، فإذا بك تعاود الهجوم وتتهمه بالتزام غير الأمانة حين يستخدم اصطلاحات غير اصطلاحات واضع العلم التي ترى الأمانة في التزامها!! أين هو العلم الذي بقي إلى اليوم على نفس الشاكلة التي تركه عليها واضعه؟ حتى علم العروض نفسه لم يبق كما تركه لنا الخليل، وقد أضاف تلامذته إلى ما وضعه واستمر هذا التعديل والإضافة إلى اليوم، وكم مما يدعى اليوم شعرا غادر أوزان الفراهيدي وبحوره وقوافيه!! هل بقي علم الميكانيكا على ما وضعه نيوتن؟ أو بقي الطب على ما جاء به ابن سينا والرازي وابن النفيس وأبقراط؟ أم بقي الجبر والهندسة على ما قال به الرازي وابن الهيثم وإقليدس؟ أم أننا ما زلنا ندرس جغرافية الإدريسي وياقوت الحموي؟ وهل موسيقى اليوم يا سيدي ال percussionist and accordion player هي ذاتها موسيقى إسحق الموصلي وزرياب ومصطلحاتهما؟ أما الأمانة في العلم فهي أمانة البحث والاجتهاد والتجديد وعدم نسبة ما أتى به الغير إلى الذات. أما الوقوف عند أعتاب ما أتى به الأوائل فهو جمود على القديم ورفض للتطور.

يا أخي .. لقد رُوي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما رأيا رجلا لا يحسن الوضوء وكانا بـَعدُ صبيين، فاستحـَيا أن يخبراه مباشرة بنواقص وضوئه (ناهيك عن الوقوف على قارعة الطريق والتشهير به). فدنيا من الرجل وأخبراه أنهما مختلفين على أيهما أحسن وضوءا من صاحبه وطلبا منه أن ينظر في وضوئهما ويحكم بينهما .. فتأمل يا رعاك الله.

تحياتي

محمود