رد: نظرة إلى التوزيع الموسيقي الحديث للأغنية العربية
B]ليس بالبوليفونيا و الهارموني فقط يقاس تطور الموسيقي و تحديثها
أنا من عشاق الكونتربوينت و الهارموني و لكن ليس بهما فقط تتطور الموسيقي للأسباب الآتية:
1. لكل موسيقي خصائصها التى تتميز بها فموسيقي الشرق الأوسط تتميز بتعدد مقاماتها بينما الموسيقي الغربية لا تملك أكثر من مقامين و قد يستعير بعض الموسيقين الغربيين بعض مقاماتنا و قد نعتبر هؤلاء الموسيقيين مجددين عندما يستخدمون مقام مثل مقام الحجاز (تشيكوفسكي في مارش العبيد و موتسارت في أكثر من سيمفونية و كونشرتو) جنس الصبا بوسيليك (رحمانينوف في كونشرتو 2 للبيانو الحركة الثالثة).
2. اللحن الأساسي (الميلودي) هو القماشة الأساسية لأي عمل موسيقي و ثراء الميلودي و التنقل من مقام لآخر و التنوع (Variation) يعتبر تطويراً
3. بلاد أخري تستخدم السلم الخماسي فقط في صنع ألحانها الشعبية و لا يجوز وصمهم بالتخلف.
4. الموسيقي الهندية عامة تخلو من البوليفونيا (بالطبع بعض الألحان تم إدخال الهارموني عليها كما الحال في العديد من الأعمال العربية)
5. الإيقاعات لها دور عظيم في تطور أي موسيقي: الإيقاعات العربية و جنوب أمريكا و الهندية تتفوق على الإيقاعات الغربية.
6. تطوير القوالب الموسيقية و الأداء السريع للألحان و إدخال المسرح الغنائي و الأوبريتات.
7. إدخال آلات جديدة على التخت الشرقي بدء من أوائل القرن العشرين.
8. التجديد في الصياغة اللحنية على يد سيد درويش و داود حسني و القصبجي و زكريا أحمد و عبد الوهاب و السنباطي و مدحت عاصم و ...و استخدام الإيقاعات السريعة و الزخارف اللحنية و التنويعات المقامية و الإنصراف عن تلحين كل كلمة على إنفراد و الإتجاة إلى تلحين الشطرات الشعرية (مثال: قارن بين دور أنا هويت و طقطوقة زوروني كل سنة مرة و نشيد بلادي و كيف تم تلحين الكلمة في كل منهم)
9. أستعان كل من فريد الأطراش (ب مسيو ألمانظو) و عبد الوهاب (ب عبود عبد العال و أندريا رايدار و على اسماعيل ...) و بليغ حمدي و الموجي و ... (ب إندريا رايدار و على إسماعيل) لتوزيع ألحانهم .
10. الألحان الشعبية المصرية فيها بوليفونيا (المزمار الطويل بيعزف باصات) ، كما أن آلات التخت الشرقي ليست من طبقة صوتية واحدة و يمكنها عزف البوليفونيا (أسمع طقطوقة ما دام تحب بتنكر ليه للقصبجي ستجد أن الإيقاع المصاحب للأغنية كله منغم) و أسمع أغنية جفنه علم الغزل لعبد الوهاب.
11. أعذروني في هذا الرأي ، مصطفي ناجي موزع موسيقي رائع بدون أدني شك و قام بتوزيع العديد من الألحان الجميلة و لكن عندما قام بتوزيع أغنية مصر التى في خاطري ، أنا أنزعجت بشدة و أفضل سماعها كما لحنها رياض السنباطي ، و كثير من الألحان تتألق بالتوزيع و كثير منها أيضاً يضره التوزيع فقد تكون الآلات النحاسية و التمباني غير مناسبة حتى للأغنية الوطنية.
12. تطوير أسلوب العزف (أسمع الكمان في رسالة من تحت الماء و الجيتار في مقدمة الكوبلية الثالث ، و الجيتار في مقدمة دارت الأيام لعبد الوهاب و أعمال بليغ (موعود) و أسمع الساكس في أغاني عبد الحليم و أم كلثوم و أسمع الفرق التركية و تكنيك العزف على الكمان و القانون.
13. أعمال د.جمال عبد الرحيم و أبوبكر خيرت كلها أعمال مكتوبة للأوركسترا و الكثير منها فيها تيمات من الألحان الشعبية (عطشان يا صبيا) و قد ولد د.جمال عبد الرحيم (رحمه الله) من التيمة عدة تيمات رائعة (قد أكتب هذا اللحن مبسط و أرفعه فيما بعد)
14. التوزيع الموسيقي يعتمد أساساُ على الدراسة و الخبرة و النشاط الذهنى بينما التلحين يعتمد أساساً على الإبداع ثم الدراسة و الخبرة.
15. الخلاصة علينا أن نحرص على التطوير الذي يناسب أعمالنا الفنية و أخذ ما يناسبنا من أساليب من موسيقي العالم كله .
د.هشام خلف[
|