رد: لنجاعة النّشاط الموسيقي على مشارف القرن الواحد والعشرين
تغيير نظرة المجتمعات العربية إلى الموسيقى.
إذاً فالموسيقى علم وصناعة وتكنولوجيا وتعليم مواكب وإعلام ومنابر فنية فالعلم يوفر المعرفة والصناعة والتكنولوجيا توفر الوسائل والتعليم المواكب يضمن الاستمرارية والتواتر والإعلام يشيع المعرفة والخبرة والمنابر الفنية تضمن فضاءا ملائما للفنان المبدع وهذا إذن إطار موضوعي يحقق الانسجام بين أطراف النشاط الموسيقي
يجب أن يتحقق في كل قطر عربي على حدة وأن تؤازره علاقات ثقافية وفنية بين الأقطار العربية لاختزال الجهود المكررة ولتحقيق التوافق في الرؤى والأهداف وهذه الشروط لا تعني أن العملية الإبداعية ستظل جامدة لأن العامل الذاتي أي دور الفنان أساسي
وإن لم نتطرق إليه وهو الكفيل بتطوير الأسلوب والتجارب في التحاور من محيطه خصوصاً إذا كان هذا المحيط مهيأ للاستجابة المثمرة وأخيراً يمكن أن يسود الاعتقاد أن العالم يتجه نحو نوع من التوحيد الثقافي والفني نظراً لسلطة الاقتصاد والتكنولوجيا الحديثة وسلطة الوسائل الإعلامية المتمركزة في الغرب لكنني من الذين يؤمنون ويعتقدون أن المستقبل ليس في التقليد بل هو للخصوصيات وحق الشعوب في التعبير عن نفسها بما يلائم وجدانها وتاريخها وسيتحقق ذلك لا محالة بعد انتهاء فترة انبهارنا بالتقدم التكنولوجي الغربي وانبهار الغرب بالموسيقى الغير أوربية وسيكون شرط القبول والاستساغة في الساحة الفنية هو درجة الإنجاز الفني وجودة الإحساس والتعبير نحن إذا قادمون بقوة تراثنا وبكفاءاتنا العربية فلتلق المسؤوليات لتحقيق الشروط الموضوعية حتى ينطلق الفنان المبدع بما يكفل حضوره في القرن الذي نستقبله.
|