حين نقرأ كلمات النشيد نستشعر نبرَ إيقاع كلماتِه الواضح، وتتكشف أمامنا الوحدة الإيقاعية:
أما اللحن فقد بُنيَ على إيقاع المسير الثنائي
(بمعنى واحد إثنان) كما موضح في المدوَّنة الموسيقية المعروضة هنا ضمن مقالنا هذا.
موطني موطني
الجلال والجمال
والسناء والبهاء في رُباك
والحياة والنجاة والهناء والرجاء
في هواك في هواك
هل أراك: سالماً منَعَّماً غانماً مكرَّمـاً
متى سيكون لدينا سلامٌ وطني نشيداً عراقياً!
النشيد، عموماً، تعبيرٌ رمزي لقضيَّة لها قدسيتها في ضمير المجتمع. وعلى هذا الأساس جرى التقليد على إحترام أداء النشيد الوطني بالوقوف والإصطفاف وغيرها من أساليب الإحترام. من هنا جاءت أحكام القانون الذي تسنُّه الدولة مشدِّدَةً على إعتبارات الإحترام هذه.
لكن الذي يحصل في البلدان التي تهزُّها الإنقلابات أو الثورات "شطب" كل ما كان معتمَداً في العهود السابقة، وكأنَّها أثوابٌ أصبحت بالية ليؤتى بأثواب بديلة جديدة أخرى، قد يكون بعضها تمجيداً للسلطة أو الحاكم. لذلك ما عاد الناس يأبهون بوجوب إعلان مظاهر الإحترام المطلوبة، فأصبحت مسألة روتينية تفتقر إلى مصداقية الإنتماء.
بقي النشيد يراوح في ساحة ضيقة من مادة "الموسيقى والنشيد" في المدارس، وحصة هذه المادة تحولت إلى حصة إحتياط تعويضاً لمادة علمية تتطلب إضافةً زمنية لإتمام منهاج الدراسة. وهكذا إبتعد الناس عن التغني بأي نشيد وطني. وصار لهم أولويات معاشية أكثر أهميةً عندهم من غيرها.