عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22/05/2008, 21h23
الصورة الرمزية Sami Dorbez
Sami Dorbez Sami Dorbez غير متصل  
كابتن المنتدى
رقم العضوية:18625
 
تاريخ التسجيل: March 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
العمر: 47
المشاركات: 1,757
افتراضي رد: الهرمنة في الموسيقى العربية

وبعدما كانت العلاقة مهمة في البدء في التجانسات العمودية فقد أصبحت فيما بعد مهمة في اللحن الأفقي فأصبح من الضروري في الغناء أوالعزف لدى أداء الدرجة الرابعة أن تكون متوترة ومشدودة نحو الدرجة الثالثة هبوطا بما يذكر بهذه العلاقة كذلك صارت الدرجة السابعة مشدودة نحو الثامنة صعودا وبذلك تأتي الدرجة السابعة متوترة لتوقها إلى الحل أي إلى الاستراحة على الدرحة الأساسية للسلم الموسيقي لذا صنفت الدرجة الرابعة على رأس الأصوات غير الثابتة
وسميت الدرجة السابعة الحساس بالنظريات الموسيقية الفرنسية إذا عدنا إلى النظام الهارموني وحللناه نرى أهمية ظهور العلاقة اللحنية بين الدرجة الرابعة والثالثة هبوطا والسابعة والثامنة صعودا.
وهذا ما يثبت أن السلم الموسيقي الأوربي سبك سبكاً لكي يتلاءم مع الوظيفة الهارمونية 1 4 5 1 هذه الوظيفة الهارمونية أصبحت الهيكل العظمي التي قامت عليه المدرسة الموسيقية الأوربية الكلاسيكية وما لحقها لغاية بداية القرن العشرين
وبلغ هذا النظام الوظائفي الهارموني حداً من الصرامة جعل أي خروج على هذا التسلسل التجانسي هرطقة موسيقية ومع ترسيخ اللغة الموسيقية الجديدة التي استحدثتها الوظائف الهارمونية أصبح اللحن القريب من الطابع الشعبي الصرف يتعارض مع اللغة الجديدة هنا أصبحت الحاجة ملحة لاستحداث نظام لحني يتناسب مع اللغة الهارمونية الجديدة فكان ظهور السلم الموسيقي الأوربي الحديث توناليتي ولن أسميها مقاما للفارق النظري الكبير بينهما كما سنرى لاحقا.


- السلم الموسيقي في الموسيقى العربية :

ماذا عن السلم الموسيقي القديم هل اختفى من الاستعمال الموسيقي كلا إنه السلم الموسيقي للموسيقى الشعبية في كل العالم وهو أساس الموسيقى الشرقية وبالذات الموسيقى العربية محور اهتمامنا ما هو الطابع الأساسي للمقامات الشرقية عموما والعربية خصوصا
وهل فيها علاقات خاصة بين درجاتها نعم هناك علاقة مهمة تشكل التركيب الأساسي للمقامات الشرقية وتتلخص في علاقة جميع درجات المقام من جهة والدرجة الأساسية للمقام من جهة أخرى أي أن الدرجة الأساسية تشكل نقطة الجذب والثقل في المقام التي تؤول إليها كل الدرجات الأخرى وهذا ما يفسر أهمية القفلة في الموسيقى العربية
فهي تشكل المحطة الأساسية في صلب التلحين أو الغناء أو التقاسيم إذن وتلخيصا للفوارق النظرية بين السلم الموسيقي الغربي والمقام الشرقي نقول إن في السلم الموسيقي الأوربي درجتين تتقاسمان تجاذب باقي درجات السلم الثالثة لجذب الدرجات نزولا من خلال الرابعة والأولى أو جوابها لجذب الدرجات صعودا من خلال السابعة وفي المقام الشرقي درجة واحدة تشكل محور التجاذب الوحيد وهي الدرجة الأولى الأساسية أو جوابها في المقام ولكن هذه الفروقات البسيطة على ما يبدو هل تكفي لأن تكون فوارق مبدئية تحول دون استعمال الهارمونيا الأوربية الكلاسيكية في الموسيقى العربية أم أنها حجة فقط يتخذها المتعصبون للموسيقى العربية ضد الموسيقى الأوربية والعلم الأوربي.

- السلم الموسيقي والمقام :

في سنة 1958 ظهر كتاب للموسيقي النمساوي اليوغسلافي المولد الأمريكي الجنسية رودلف ريتي الكتاب ظهر تحت عنوان المقامية اللامقامية والمقامية الشاملة وفي الطبعة الثانية 1962 ظهر تحت عنوان جديد السلم الموسيقي في الموسيقى المعاصرة وقد ورد في هذا الكتاب مقطع في منتهى الخطورة فيما يتعلق بالفوارق المبدئية بين السلم الموسيقي الأوربي الكلاسيكي وبين السلم الموسيقي الشرقي نورده حرفيا نظراً لأهميته ولارتباطه الشديد بموضوعنا...

رد مع اقتباس