رد: الارتجال في الموسيقى
كانت الموسيقى في العهود القديمة مرتجلة في غالب الأحيان، وكان الشعراء الجوّالون troubadours الأوربيون، في العصر الوسيط (من القرن الحادي عشر حتى نهاية القرن الثالث عشر)، يجوبون البلاد غناءً وعزفاً على آلاتهم الموسيقية ارتجالاً.
وقد حوفظ على حالة الارتجال أيضاً في الموسيقى الكنسية حقبة طويلة وأصبحت تقليداً مميزاً لها.
وكان كبار الموسيقيين في القرنين السادس عشر والسابع عشر يرتجلون ألحانهم الموسيقية عزفاً على الاورغن أو الكلافسان Clavecin[ البيانو].
وكان باخJ.S.Bach مرتجلاً بارعاً خصب الخيال، كما كان شوبانChopin، في القرن التاسع عشر، من المبدعين في الارتجال على آلة البيانو . وما المصطلح الموسيقي الفرنسي «أمبرومبتو» (المرتجل) impromptu[ الصيغ الموسيقية] سوى قطعة موسيقية مدوّنة كتبها مؤلفها بعد الارتجال بخياله الموسيقي المبدع.
ومن أمثلة هذا النوع من المؤلفات «المرتجلات الأربع» لشوبان.
وهناك نوع آخر من الارتجال في الموسيقى الأجنبية (العالمية) يسمى «كادانْس» (أي قفْلة) cadence، وهي مقطع موسيقي تتضمنه إِحدى حركات «الحوارية»(كونشرتو) concerto أو أغنية في الاوبرا أو غيرهما، ويرتجله العازف أو المغني المنفرد ليبرز مهارته في الأداء.
وهذا شبيه إلى حد ما بالتقاسيم في الموسيقى العربية.
وكان المغنون البارعون قد استخدموا «الكادانس» في القرن الثامن عشر، ثم بدأ المؤلفون الموسيقيون، منذ عهد موتسارتMozart، يحدّدون كتابته عزفاً أو غناءً للمؤدين المنفردين ليكون مقطعاً منسجماً مع سير مجموعة الألحان في القطعة الموسيقية الواحدة.
وقد انبعثت ظاهرة الارتجال من جديد، عزفاً على الالات الموسيقية الحديثة، في القرن العشرين في موسيقى الجاز والروك rock.
|