عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 11/05/2008, 19h16
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي رد: هــات يا تـــاريخ -- محمد قنديل

( 2 )

صاحب الموالين الأخضر و الأحمر

من يعرف حقيقة هذا الصوت الكبير



كمال الطويل بين قنديل و عبد الحليم

يقول الموسيقار كمال الطويل مجيبا عن سؤالنا : انه يعشق صوت محمد قنديل و يعرف قيمته و لمعانه و اصالته و تميزه , و لهذا فانه كثيرا ما صارح نحند قنديل بانه يمتلك صوتاً رائعاً يندرج تحت فائة اصوات ( الباريتون ) لدى الرجال , و هى من اندر الاصوات و اكثرها قوة و اعلاها شأناً .. و يضيف كمال الطويل بأن المطرب محمد قنديل كان يوافقه على ما يقول , لكنه كان يعقب عليه بأنه يرفض الصراعات و يحب العمل فى هدوء , و لذلك فهو يرضى بمكانة المطرب الثانى حتى لو صعد الى موقع المطرب الأول من لا يوازيه فى الامكانات نفسها و القدرات الصوتية و الملكات الغنائية ! .
و نصور أن الفنان ذو الطبيعة الهادئة , المحب للبعد عن الصراعات و المعتز بكرامته الفنية و الشخصية , و الذى يرفض أن يخوض فى تيارات الالحاح و يفضل أن تظلل التلقائية و الحب علاقاته بجمهوره من محبى الغناء .
نتصور أن هذا الفنان يفعل هذا عن اصرار و حرص يستمده من مكونات شخصه التى تتميز بالطيبة و الوداعة , و هى ابرز الصفات التى يعرفها الناس عنه و التى تبدو ايضا مظهرا واضحا فى اغلب اعماله .
ان هوايات الانسان تعكس قدراً من خصاله العامة و الخاصة , و هوايات المطرب محمد قنديل تفصح عن جوانب مهمة فى فنه و فى حياته , فهوى يهوى تربية الطيور و يعشق اصوات طيور الزينة و يشجيه الصوت المغرد كصوت طائر الكنارى و يسعده متابعة اصوات و حركات الببغاء .
و مع حبه للطيور , يحب ايضا اقتناء لعب الاطفال ..
و هل بعد هذا التأمل لهوايات هذا المطرب القدير نتعجب من أين جاء كل هذا الجمال الأخاذ لنبراته الصوتية ؟ أو من أين جائت كل هذه الطيبة فى تعبيراته فى الأداء ؟ و من أين جاء كل هذا الشعور الجذاب فى احساسه بجمال المعنى الذى يغنى له ؟ .
ان فى غناء المطرب محمد قنديل كل ما يعكس التأثيرات المختلفة التى يعايشها فى حياته الخاصة البعيدة عن الاضواء و المحبة للهدوء و الاعتدال و حياته العامة و التى لا يظهر منها غير علاقاته الطيبة و الحسنة مع كل الزملاء .
ان فى غناء المطرب محمد قنديل , هذا الطرب الخالص و ذلك التعبير الناطق و ذاك الاحساس المتدفق , و هو ما يزداد وضوحه عندما ينتق بغنائه بين المقامات المختلفة التى تسعد الوجدان و تنعش الاسماع معبرا عن قدرات صوتية نادرة , و اداء حلو النبرات , جميل القسامات , مريح الطقاطيع .

ألحان و بصمات واضحة

يحرص المطرب القدير محمد قنديل فى غنائه , على أن يستهل هذا الغناء بالموال الأحمر او الموال الأخضر . ان الموال تالأحمر هو ذاك الاداء الحماسى الذى يمهد به لأغنية من اغنياته المفجرة للطاقات القومية و على نحو يسبق به غناء رائعته ( ع الدوار ) و هى من اوائل الأغنيات التى واكبت بزوغ فجر ثورة 23 يوليو / تموز 1952 , و ايضا عندما كان يغنى ايام التجربة القومية الوحدوية رائعته التى كتبها فنان الشعب بيرم التونسى و هى اغنية ( وحدة ما يغلبها غلاب ) .
أما الموال الأخضر فهو موال الحب , و هو موال عاطفى شجى .. و من مثال ذلك هذا الموال الذى يحلو له ترديده و هو الذى وضع كلماته البسيطة قائلا :
( لو قالوا مهرك نجوم الليل انا راضى .. يا غالى عندى و عند الناس و عند اهلك ) .
يحرص محمد قنديل فى وصلاته الغنائية على ان يستهل غنائه بالموال و أن يطوف بصوته الدسم على الوان غناء الموال , فيغنى تارة الموال ( النعمانى ) و تارة اخرى الموال نماقص الشطرات ( الموال الاعرج ) , ثم يحلق بالموال فى عنان الليالى البديعة و التى يحلو له أن يرددها و هو يتصرف وفق هواه و درجة ( سلطنته ) الغنائية , و حيث يغنى على حريه و سجيته قبل ان يندمج فى الغناء .. و هو يغنى غناء ملتزما باللحن الذى يؤديه .
لقد سألت المطرب محمد قنديل ما هى أحب الوان الغناء اليه فأجابنى بأنه جرب غناء كل الوان و قوالب الغناء العربى من موشحات و ادوار و بشارف و مواويل و طقاطيق و قصائد , و الأنه يحب كل الوان الغناء العربى .
و عدت أسأله : لكن ما هى احب اغنياتك الى نفسك ؟
اجابنى فى بساطة مقنعة : ( هى احبها الى جمهورى و اعنى اغنيات ( سماح ) لحن أحمد صدقى , ( تلات سلامات 9 لحن محمود الشريف , ( يا غاليين علىّ يا أهل أسكندرية ) لحن كمال الطويل .
لقد غنى محمد قنديل الكثير من الروائع و يصل مجموع ما قدمه من اغنيات فى الاذاعات العربية الى نحو 750 أغنية و هى غير أغنيات البرامج و الصور الغنائية فى الاذاعتين المرئية و المسموعة , او الاغنيات التى قدمها فى عشرين فيلما سينمائيا شارك فى بطولتها و الغناء فيها , و على سبيل المثال : ( صراع فى النيل ر) , ( شاطئ الاسرار ) من اخراج عاطف سالم .
لقد اشتهر الكم الاكبر من اغنيات محمد قنديل بتميزه بقدرات فنية عاية و اداء يتميز بدقة التعبير الصوتى المصحوب بمخارج الفاظ سليمة النطق , و نبرات صوتية متقنة التدريب و اضحة الجمال .
و نلحظ هذا التميز فى البصمات الناضجة لجهد كبار الملحنين ممن قدموا للمطرب محمد قنديل أجمل الحانهم و منهم الموسيقار رياض السنباطى الذى لحن له قصيدة ( اتحدى ) و الموسيقار أحمد صدقى الذى لحن له اغنيات : ( سماح يا أهل السماح ) ,. ( ع الدوار ) , ( ان شاء الله ما اعدمك ) و الموسيقار محمود الشريف ( تلات سلامات ) , و الموسيقار كمال الطويل ( يا رايحين الغورية ) , ( يا أهل اسكندرية ) و الموسيقار محمد الموجى ( يا حلو صبح ) , ( مقدار سواد الليل ) , ( يا دى العجب ) و الموسيقار منير مراد ( يا وابور الصعيد ) .
تنوع غناء محمد قنديل و تنوع عطاء الملحنين له , فهو يغنى من الحان المطرب أحمد عبد القادر الذى اشتهرت له أغنيته القريبة من بساطة الفولكلور 0 وحوى يا وحوى يا رمضان ) .و لحن أحمد عبد القادر للمطرب محمد قنديل اغنية ( جميلرو اسمر ) و لحن له امين عبد الحميد اغنية ( على فكرة ازيهم ) كما لحن له حلمى بكر ( جمال ) و وضع له عبد العظيم محمد الحان عديدة من اغنياته الناجحة مثل ( مركب حبيبى ) , ( بهية و ياسين ) , ( انا زيك كنت خالى ) , ( يا ناعسة ) و الاغنية الهادرة ( القدس .. مدينة الاسراء ) و وضع له بليغ حمدى عدة الحان شهيرة منها ( شباكين ع النيل ) و سيد مكاوى ( حدوتة .. لو كنت ست الحسن و الجمال ) و لحن له محمد سلطان ( ابكى وتر الربابة ) و فاروق سلامة ( كوبرى ابو العلا ) و جمال سلامة ( و الله بعودة يا رمضان ) و رضا حمدى ( عاشق يا بنات النيل ) و غيرهم .
لقد غاص اداء محمد قنديل , الجميل و صوته الصحى الذىيتميز بما يشبه المناخ الصحو , المشرق و الخالى من الرطوبة , فى اعماق بحار النغم و الوان التعبير الغنائى , حيث تجد فى اعلى سلم الاعجاب نماذج من اغنياته منها العاطفى مثل اغنيته ( سماح ) و منها الوصفى مثل اغنيته ( الصبح بدرى ) و منها الشعبى مثل اغنيته ( الغورية ) و منها الدين مثل دعاء ( يا رب لك الحمد ) و منها القومى مثل اغنيته ( وحدة ما يغليها غلاب ) و منها الوطنى مثل اغنيته ( ع الدوار ) و اغنيته ( بلد ناصر ) .
ان من الامور التى لا نجد لها توصيفا و لا نرضى بها , ترك عبقرية صوتية قادرة مثل المطرب محمد قنديل بعيدا عن تقديم الجديد عبر الوسائل الجماهيرية , من مسرح و سينما و تليفزيون و راديو , و لكى يقتصر غناء السنوات الماضية فى نشاط المطرب القدير على الغناء فى ملهى ليلى لا يجد عشاق صوته غيره لكى يستمتعوا باداء ( صييت ) الزمن الحالى الذى نعتته أم كلثوم باحلى الصفات , فاذا بقمن بيدهم امر الغناء فى ايامنا الحالية يتركون المغنى القدير دونما حرص حقيقى على استثمار طاقاته الصوتية , بينما هو يبددها فى ملاهى الليل التى قد تعرف تقديره المادى و لكنها لا تعرف قدر حجمه الصوتى الحقيقى .
و كان الله فى عون ( صييت ) الزمن الحالى .. و كان الله فى عون مستمع الزمن الردئ , و ان كان فى هذا الزمن بقايا من عشاق فنون الغناء الاصيل لا ترحمهم أذواق مستمع زمننا الحالى الردئ .