عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11/05/2008, 19h14
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 839
افتراضي رد: هــات يا تـــاريخ -- محمد قنديل

اما عن محمد قنديل فنكتب عنه هذه الفقرات التى جائت فيما كتبه عنه الاستاذ / محمد سعيد فى الجزء الاول من كتابه القيم اشهر مائة فى الغناء العربى و الذى كتب مقدمته فى اغسطس سنة 2001 :

( 1 )

صاحب الموالين الأخضر و الأحمر

من يعرف حقيقة هذا الصوت الكبير


فى المرات القليلة التى صرحت فيها زعيمة الغناء العربى الراحلة أم كلثوم باسماء تفضل الاستماع اليها من المطربين و المطربات كان اسم المطرب محمد قنديل يتصدر اسماء الرجال من بين مكل من يغنون فى الزمن الماضى و فى الزمن الحالى .
لم تكتف أم كلثوم بهذا التفضيل لصوت محمد قنديل بل اتها وصفته ايضا بتعبير دقيق نحتته من صميم المفردات الفولكلورية التى تحفظها ... لقد وصفت أم كلثوم صوت المطرب محمد قنديل بأنه صوت ( صييت ) كبير و, و لعلها كانت تقصد بهذه العبارة بأن محمد قنديل مطرب و فنان عظيم لا يجاره فى جمال صوته و براعة ادائه مطرب أخر .
ان لفظ ( الصييت ) هو بين تلك الالفاظ و التعبيرات التى ورثتها أم كلثوم عن قومها ممن نشات بينهم فى بداياتها الريفية , فى قرية ( طماى الزهايرة ) فى شرق دلتا النيل , و لعل اطلاقها هذا الوصف على المطرب محمد قنديل يعنى انها لم تجد من بين من عاصروه مثل صوته و حلاوة ادائه و نضج تعبيره .
اتيح لى مؤخرا أن اتذكر هذا الوصف الكلثومى لصوت المطرب محمد قنديل عندما تابعته يغنى فى أحد الجفلات الغنائية و هو يبدع فى غنائه , و يندمج فى المعانى التى يغنلى لها , و الجمهور يطالبه بالمزيد و يردد اسماء اغنياته الشهيرة حتى أننى حصرت عددها فةجدت الجمهور يطالب مطربه المحبوب بتقديم اكثر من عشر اغنيات من اعماله الناجحة , و التى تعيش فى الوجدان و يظل داها فى الاسماع .
كان الجمهور يطالبه بغناء ( ثلاث سلمات ) و ( بين شطين و مية ) و ( سماح ) و ( يا حلو صبح يا حلو طل ) و ( بهية و ياسين ) و ( ع الدوار ) و ( يا رايحين الغورية 9 و ( جمي و اسمر ) و ( ابو سمرة السكرة ) و ( ان شاء الله ما اعدمك ) ... هذا العدد من الاغنيات هل يستطيه الجمهور أن يتذكر ما يماثله لمطرب أخر من جيل محمد قنديل باستثناء العندليب الراحل عبد الحليم حافظ و مطرب السهل الممتنع محمد فوزى ؟ .
ان الاجابة فى الغالب تأتى بالنفى و حيث يلمع القليل و القليل جداً من اصوات أغنيت أصوات الزمن الحالى ممن تنقصه بعض مواصفات جيل المعاناة و الاخلاص و التفانى و الحرص على أسمى ما فى رسالة الفن من تطلعات مستهدفة .
ان هذا النجاح الذى يحققه المطرب محمد قنديل و منذ انطلاقته فى أخريات الأربعينيات و من ثم ما كان من نجاح فى بدايات الخمسينيات و حتى اليوم , هو نجاح هذا الاستقرار فى وجدان الاستماع , حتى و ان غاب نشاط المطرب الكبير فى بعض الاحيان هربا من الحاح ضجيج المناخ الفنى الذلى لا يشجع على الظهور السليم و النمو المكتمل .
ان هذا النجاح مرجعه ايضاً عوامل منبتها الموهبة الاصيلة , يوازيها قدرات اخرى مكتسبة منها الثقافة و الخبرة و التدريب و الصقل و السعى و صدق التجربة .
ولد المطرب محمد قنديل فى اسرة محبة للفن .. فالمطرب الذى ولد فى 11 آذار ( مارس ) 1929 هو حفيد مطربة كانت ذائعة الصيت فى اوائل القرن الحالى و هى المطربة ( سيدة السويسية ) و يعود لقبها الى مسقط رأسها فى مدينة السويس , كانت هذه المطربة تغنى فى الأفراح و الصالونات و القصور . و هى الاماكن التى توازيها اليوم مسارح الغناء و قاعات الفنادق .. و عرف الناس عن جدة المطرب محمد قنديل المطربة ( سيدة السويسية ) انها كانت مطربة الخاصة . و رغم ذلك كانت تسعد بالغناء مجاناً فى افراح البسطاء و حيث كان يسعدها أن تغنى متبرعة فى افراح العامة من الناس .
و مع معايشة الطفل للاجواء الفنية ففى بيت العائلة , حيث الجدة المطربة ( سيدة السويسية ) مطربة الافراح و الليالى الملاح و الاب يعشق الفن و يجيد العزف على العود و القانون و الكمان , كانت الأم ايضاً محبة للغناء و كانت تجيد العزف على العود .
كان الأخ الاكبر للمطرب محمد قنديل مطربا معروفا فى الأربعينيات , و شقيقه هو المطرب (عبد اللطيف عمر ) و كان معروفا بين مطربى الراديو فى تلك السنوات , لكنه اعتزل الاضواء عندما صعد نجم شقيقه الاصغر الذى احترف الغناء قبل ان يصل الى سن العشرين .
و فى السنوات الاخيرة , عرف المستمعون صوتا جميلا و عرفوا فيما بعد انه صوت ابن شقيق المطرب محمد قنديل و كان هو المطرب الشاب ( ممدوح بيرم ) الذى لم يصمد لاتجاهات رياح الفن , و لذلك لم يستمر وجوده و ظهوره الفنى برغم ثناء كبار الملحنين و النقاد على خامته الصوتية و تميزه فى الاداء .
كان لوضوح علاقات التأثير و التأثر دورها فى تشكيا اهتمامات المطرب محمد قنديل و تكوينه الفنى من البداية , و من خلال البيئة الفنية فى اسرته , و التى جذبته لاحتراف الغناء , حيث كان بيت العائلة , و برعاية كل من الجد و الجدة و الوالدين , ملتقى كبار الفنانين من أمثال صالح عبد الحى و محمد عبد الوهاب و الشيخ مصطفى رضا و الموسيقى التربوى صفر على و غيرهم .
هذه الحال وضحت الطريق امام الموهبة الشابة , فبعد ما انتهى محمد قنديل من دراسته الأولية و الأبتدائية , التحق بمعهد الموسيقى الشرقية , حيث تعهده بالرعاية الملحن القديم ابراهيم شفيق .
كان عاشق الغناء يتمنى ان يكون مهندسا و لكن تيار الغناء جرفه بعد التحاقه بمعهد الموسيقى الشرقية , فاصبح يهندس الانغام البديعة و الأداء الجميل بصوته و ادراكه و فهمه الأصيل لفن الغناء .

من الهواية الى الأحتراف

و من تلقى علوم الموسيقى فى معهد الموسيقى الشرقية , الى الحرص على تدريبات الصوت و مسايرة المقامات الموسيقية و تدعيم التذوق الفنى الموسيقى فى معهد الاتحاد الموسيقى , بدأ المطرب الشاب يمارس هوايته , و كان يحلو له ترديد اغانى مشاهير الاربعينيات , أمثال محمد عبد الوهاب و صالح عبد الحى و ابراهيم حمودة , و كان يخلص فى تقديم اغنيات و مواويل تلك السنوات بمقدار اخلاصه لهواياته الرياضية , و حرصه على توازن اهتماماته , فلم يكن اهتمامه بالغناء و السهر فى الحفلات على حساب بنيانه الجسمانى , و كان يعنى باهتماماته الرياضية فى حمل الأثقال و المصارعة و كمال الأجسام , و هى رياضات ساهمت فى بناء قوة تحمله و افادت فى تقوية احباله الصوتية و عضلاته الغنائية , حيث جعلته هذه الظروف احرص ما يكون على نقلء صوته و طول انفاسه و سعة تردده , فلم يقترب من التدخين طوال سنوات عشقه للغناء و عشقه للرياضة .
و بعدسنوات الهواية , احترف محمد قنديل الغناء فى مسرح المنوعات الذى يطل عل نيل الجيزة فى منطقة ( الكيت كات 9 و حيث كا يحلو له غناء مواوي و اغانى مشاهير المطربين فى تلك السنوات و حتى تحررمن تقديم اغنيات الغير و جائته فرصة تقديم اوراق اعتماده للساحة لغنائية من خلال لحن الموسيقار كمال الطويل و الذى يمثل اولى شعبياته الغنائية و كان اللحن بعنوان ( يا رايحين الغورية ) . و كان كمال الطويل جديدا فى ساحة الغناء و الموسيقى , يخطو خطواته الاولى بعد تخرجه من المعهد العالى للموسيقى المسرحية , و فى الدفعة نفسها التى تخرج منها العندليب الراحل عبد الحليم حافظ .
و بعد نجاح رائعته الاولى ( يا رايحين الغورية ) وضع كمال الطويل للمطرب محمد قنديل رائعته التى تظل حتى الآن اجمل ما غنى محمد قتديل فى مشواره الغنائى و تحمل أسم ( يا غايين عليا با أهل اسكندرية ) التى كتبها محمد على أحمد و تحمل أسم ( بين شطين و مية ) و لا يزال محمد قنديل , و منذ قدم هذ الاغنية منذ ما يزيد عن ثلاثين عاما يفاجئ فى كل مرة يغنى فيها , و فى كل عاصمة يذهب للغناء فيها , و فى كل المدن الرئيسية فى وطننا العربى , بالناس يطالبونه بتقديم الاغنية التى يقول مطلعها :
بين شطين و مية
عشقتكم عينيه
يا غاليين علىّ
يا أهل أسكندرية
لقد عرف الناس أسم الموسيقار كمال الطويل من خلال و شهرة هذه الاغنية التى فاقت فى نجاحها نجاح الصاروخ الغنائى الذى صنعه كمال الطويل ليصعد به عبد الحليم حافظ سماء المجد الغنائى و نقصد اغنيته المعروفة ( على قد الشوق ) .. فلماذا استمر تعاون كمال الطويل مع حنجرة عبد الحليم حافظ و لم يستمر هذا التعاون بين انغامه و صوت محمد قنديل ؟ .