رد: فن X الصحافة
في عيد ميلادها الـ72: نجاة تجدد رفضها العودة للغناء
القاهرة ـ القدس العربي ـ من أحمد الشوكي: اثنان وسبعون عاما هي عمر المطربة المعتزلة نجاة التي تبدأ وسائل الاعلام الاحتفال بذكري ميلادها، حيث ولدت في مثل هذا الشهر عام 1936. بدأت نجاة احتراف الغناء مبكرا باحياء حفلات في صيف عام 1946 علي مسرح فؤاد بالاسكندرية، وفي احدي تلك الحفلات تغنت بقصيدة أم كلثوم الجديدة آنذاك سلوا قلبي وكان من بين مستمعيها في تلك الليلة الموسيقار محمد عبدالوهاب والصحافي والكاتب فكري أباظة الذي قال وحدقت بنظارتي في المخلوق الصغير العجيب، فرأيت شيئا يرتدي فستانا، سواريه كأم كلثوم تماما، وتقبض ايضا علي منديل أحمر ثم بدأ التخت فأتميز غيظا، أتغني الفتاة هذه سلوا قلبي وهي أغني وأقوي ما نظم شوقي وما غنت أم كلثوم، ولم أفق من دهشتي وغيظي الا علي انطلاق صوت هذا الشيء الرزين برزانة وثبات وحلاوة وفن .
وقد أكد عازف الكمان محمد كرم لـ القدس العربي انه طالما يبذل مساع لاعادة نجاة للغناء، لكنها ما تزال تصر علي الانسحاب رغم عودتها معي وبصحبة فرقتي الموسيقية قبل ستة أعوام، حين غنت أغنية اطمن وأعادت تقديم اغنياتها القديمة التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب.
وقد بدأ انطلاق نجاة بعد مرحلة سلوا قلبي بانضمامها لفرقة فريد غصن وقد حققت نجاحا كبيرا في رحلة الي سورية.
وقد قالت نجاة عن هذه الرحلة في مذكراتها التي نشرت بالكواكب استطيع ان اقول ان السوريين يتمتعون دون سائر خلق الله بموهبة الانصات والتمييز بين معادن الأصوات، ولعل هذا هو سر النجاح الكبير الذي لقيته في الوطن الشقيق.
كنت أغني ثلاث وصلات في الليلة، ولم أكن أحس أبدا بالاجهاد أو التعب، اذ أنني كنت أحس باعجابهم من طريقة سماعهم لأغنياتي ـ وتواصل نجاة قولها، امتدت حفلاتي لتشمل كثير من المدن المصرية في شمال الوادي وجنوبه.
كانت بداية نجاة مع السينما عام 1947 بفيلم هدية وكانت المرة الثانية بفيلم الكل يغني والذي عرض ايضا عام 47.
ثم بدأت نجاة مع بدايات الخمسينات الخروج من أسر تقليد أم كلثوم الذي كان تقليدا بمثابة أوراق اعتماد في عالم الغناء.
وقالت نجاة لقد تزايدت رغبتي في أن أغني أغان خاصة بي، وكان ظهوري علي الشاشة قد جعلني أحس احساسا كبيرا بأنني أستطيع أن أستقل بنفسي، وصارحت أبي برغبتي هذه، قلت له انني أريد أن أكف عن التقليد وأغني أغنيات خاصة بي، وأجابني بجفاء قائلا، أنت صغيرة ولا يمكن للناس أن يحفظوا أغاني طفلة، وللحق كان رأي أبي صائبا.
ثم بدأت المرحلة ذات المسؤولية الخاصة من عمر نجاة في احتفال العام الاول لثورة يوليو وقدمت عام 1955 اغنيات حماك الله لمحمود حسن اسماعيل والموسيقار حسين جنيد و يا قلبك لحسين السيد ورياض السنباطي والبعث لمحمد علي أحمد ومحمود الشريف وأوصفو لي الحب لمأمون الشناوي ومحمود الشريف.
وقد كانت نجاة ايضـا نموذجا رائعا لغناء القصيدة وتنوعت مدارس الشعر الذي تغنت به، فقد ضمت هذه القائمة أسماء مثل الحسن بن هانيء والامام الصرصري وفؤاد شاكر وأحمد مخيمر وكامل الشناوي ونزار قباني.
وكانت أشهر قصائدها لا تكذبي التي لحنها عبدالوهاب وغنتها في فيلم الشموع السوداء عام 62 وكذلك قصيدة أيظن التي غنتها عام 60 من ألحان عبدالوهاب أيضا، والذي لحن لها آخر قصائدها وآخر أغنياته أسألك الرحيلا عام 91 وكان يقول عنها أنها الأداء المفكر.
وقد شهدت فترة الستينيات توهجها بألحان الطويل بان عليه حبه و غريبة ومنسية و حبك الجبار وكذلك للشريف أغنية عطشان يا اسمراني و وطني و صباحا و أحلامي وكذلك أغنيات القريب منك و آه لو تعرف و حبك حياتي و نسي و الطير المسافر و سكة العاشقين و دوبني دوب و ماستغناش عنك وغنت من ألحان حلمي بكر مهما الايام و ما أظنش يا حبيبي و فاكرة ، وغنت لهاني شنودة يوم الهنا و أنا بعشق البحر .
وما تزال في جعبة نجاة بعضا من الأغنيات لم تظهر للنور بعد، لحنها الموسيقار بليغ حمدي وأخري لسامي الحفناوي وآخرين.
__________________
عايزنا نرجع زي زمان....قل للزمان ارجع يا زمان.
عودة الي الزمن الجميل. منير
|