السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عقد مجلس نقابة العمّال البلجيكيين اجتماعا وكنت ولازلت عضوا به، فدار حوار لادغ بيني وبين جماعة متطرفة . فإذا بزميل كنت أعتبره صديقا لي، لا داعي لذكر جنسيّته، أتى ضدّي لإستحسانهم.
إنقادت النار في أحشائي فكتمتها وبيّت له وكنت قد نصحته بأن لا يعترض طريقي. فحين خرجنا جاءني مهرولا قائلا لي: لا تؤاخذني بما فعلت فإني أردت إستحسان القوم حتّى ننالوا مرادنا.
بل لتنال مرادك ... أجبته قائلا
فما كان منّي إلاّ أن نبذته وبعثت له بهذا القصيد فيما بعد:
نصحتك فلم تنتصح...
وعندي لكل مقام مقال
ولكل سؤال جواب
أكن لكل حكيم مودة
ولكل خبيث خطاب
ركبت العلى وخضت
حياتي بكل الصعاب
رسمت لنفسي طريقا
منيرا وليس سراب
أسارع لنجدة أخي
متى تتخل عنه الصحاب
أدافع عن عرضه
إن كان حاضرا أو في غياب
حمي له ولأهله
أخاف ربي يوم الحساب
ولا أرجومنه شيئا
فإن رجائي بربي ثواب
أنرت طريقك يا هذا
فخذ بالنصيحة ولا تنساب
لمن تدافع عنهم
فإني وربي لا أهاب
فقد كنت فيهم هزبرا
وكانوا بحولي مثل الكلاب
بغال حمير وقد كنت
دونهم جواد أصيل النساب
"أنا ذاك الذي خبرت عنه"
لسان فصيح شديد الشهاب
لأعداء ديني وقومي ومن
يشن عليهم قبيح الآداب
فما رأيت منهم إلا
سفيه حقير عديم الصواب
وإني لمن يريدني بمرصاد
ولاآبه لقول حقود أو عتاب
فغفرانك ربي فتحت
لوائك لا مرد و لا غلاب
أخوكم صاروخ
__________________
مثلما تدين تدان
تحكمـوا فاستطالـوا فـي تحكمـهـم........ وعمـا قليـل كـأن الأمـر لــم يـكـن
لو انصفوا انصفوا لكن بغوا فبغى........ عليهـم الدهـر بالأحـزان والمحـن
فأصبحـوا ولسـان الحـال ينشدهـم........ هذا بـذاك ولا عتـب علـى الزمـن
الإمام الشافعي