عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25/04/2008, 07h34
الصورة الرمزية جرامافون
جرامافون جرامافون غير متصل  
التوحفجي
رقم العضوية:205434
 
تاريخ التسجيل: April 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 570
افتراضي رد: مذكرات مجنون تحف ونوادر ..

وقفت بجواره لألقي نظرة علي ما يكتب ثم قلت له :
- هو ده رقم عربيتي ؟
فالتفت نحوي الجني المتنكر في زي عسكري مرور وقال لي:

- أنت ماشفتش اليافطة .. ممنوع الوقوف هنا .
تلفت حولي بحيرة باحثا عن تلك (اليافطة) المزعومة ثم قلت له متسائلا :
-هيه فين اليافطة دي لو سمحت ؟
فأجابني جني المرور وهو ينظر لتحفتي :
- أنت جاي من جوه السوق .. مش كده؟
هززت راسي مجيبا بنعم .
فقل لي بابتسامة عرجاء:
(استخدم خد واحد بس في الابتسام )

- علي العموم ما فيش مشاكل .
ما حدث قد حدث
واعتبرت أنني اشتريت تحفتي بــ (310 ) جنيها

*****
توقفت أخيرا أمام البناية التي اسكن فيها وأخرجت راسي من نافذة السيارة .. و ناديت بصوت مرتفع علي حارس البناية (البواب)
الذي هرول تجاهي مسرعا

كنت اردد في المصعد أمام حامل تحفتي الجديدة نبذه مختصرة عن بطولاتي وكيف أنني استطعت حمل هذا الجهاز الثمين لمسافة 2 كيلو متر علي كتفي في الوقت الذي كان فيه حارس البناية يتصبب عرقا وتصدر من فمه اصواتا تشبه الأنين ولن أحدثكم عن جحوظ عينيه وتغير ملامح وجهه حتي خيل الي انه ليس (رمضان البواب) الذي اعرفه بل شخصا اخر علي وشك النحيب والبكاء و (اللطم) من ثقل ما يحمله .

أخيرا فتحت زوجتي الباب ونظرت لحارس البناية الذي كان
جهازي الحبيب قد أجهز عليه تمام فتقوصت رجلاه بشكل مثيرا للشفقة
و ملامح وجهه كانت تنطق بالتوسل والذلة أما أذنيه فقد خفت عليهما أن يسقطا من جانبي رأسه بعد أن اصطبغتا بلون احمر قاني
تقدمت مثل فرسان القرون الوسطي
تناولت من (البواب ) جهازي الثمين وبذلت أقصي طاقتي كي ابدو أمام زوجتي رجلا تفتخر به بحق ودنوت إلي داخل المنزل لكن بعد بضع خطوات سمعت ضحكاتها تنطلق في أعقابي وأظن أن تقوس قدماي هو السبب الرئيسي في تلك الضحكات السخيفة.

وضعت جهازي الثمين علي الأرض والتقطت أنفاسي بضع دقائق
ثم أسرعت في نشاط وحماس مفاجئ في تركيب عدة أسلاك لتوصيل جهازي العزيز بتيار الكهرباء

كانت زوجتي تقف بالقرب مني تراقبني في صمت ..
رفعت وجهي نحوها وابتسمت ابتسامة البطل وقلت لها بنبرة فخر :
- أنا شلت الجهاز ده لمسافة 3 كيلو متر لوحدي ..
لم تجيب زوجتي ولم تعلق بكلمة واحدة بل لاذت بالصمت ..
فقلت لها مرة أخري محاولا استدراج شفقتها :

- دول متهيألي كانوا أربعه كيلو كمان مش تلاته.

أخيرا انفرجت شفتاها بكلمات وهي تنظر نحو تحفتي الجديدة فقالت :

- وإيه اللي مخليه تقيل قوي كده ؟

فنظرت نحوها بنظرة المخترع العظيم الذي ينظر لكائن جاهل وأمي في عالم الأجهزة وقلت لها :

- ده جهاز عرض سينما 16 مللي ياباني الصنع وطبعا مليان من جوه أجهزة وتروس وسيور وميكانيزم وتكنولوجيا معقدة .. أمال إيه ؟! عايزاه يبقي خفيف.
رد مع اقتباس