الموضوع
:
محاورات مع سمعجى
عرض مشاركة واحدة
#
15
22/04/2008, 15h53
عصفور طاير
مواطن من سماعي
رقم العضوية:53487
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: السعودية
المشاركات: 113
رد: الشاعر الكبير كمال عبد الرحمن
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمعجى
عصفور ..
لا أدري ، أىُّ قصر ٍ من قصور ِ مملكةِ الوجدان ، جديرٌ
بأن يحتوي هالاتِكَ القزحية َالتي تـُحَوِّمُ حول كلماتِكَ المترنِّحةِ نشوة ًو طرباً ، في ساحةِ العشق ِ الحالِمة !
عصفوري الطائر ،،
المبللة ريشاته بحبَّات الأسَى
و ندىَ الأحلام
كنتُ يا رفيقي و ما أزال ، معلقاً في أهدابِ الحُلم مثلك ،،
فأراها ، من حيث لا تراني ..
الليلُ (
كما عَوَّدنا
) ، يسدلُ ستائرَه السوداءَ القاصية ..
و يرنو إلينا بعيونهِ اللامبالية ..
لكنه ينتشي بحَكايا الإفتقاد ..
و يرصدُ في وَقار ٍأخـّاذ ، لحظة الوداع الأخيرة ،
تلك :
كفها الذي يشبه يمامة ً مُطمَئِنـّة ،،
ينسحبُ يتيماً مُنكسراً من مَدى كفي المذهول ،،
بينما آخرُ لمسة ٍ ( تلك التي تشبه الرمقَ الأخيرَ في روح نجمةٍ تحتضر ) ،،
تتركُ أثراً مستديماً ، كرفيفِ أجنحةِ فـَراشةٍ محبوسةٍ في عُشبِ الأنامل
هل تجرِّبُ في كل حين ، تحطيمَ الجسر الوحيدِ الذي يُفضي إليها ؟!
هل تنخدشُ مرايا ذاكرتكَ ، كلما شاهدتَ قناديلَ سِرِّها المعلقة َفي صدىَ الليل ؟!
ليتها لم تسكن في التفاصيل الصغيرة
ليتها كانت شعاعاً آبـِقاً يتلاشيَ في أزقـَّةِ القلب
ليتها استحالت دُخاناً يتلعثمُ في سقفِ الذاكرة ، ثم ينسلُّ من شرفةِ المساء
ليتها غاصت في مَرايا البحر الزرقاء ، و تحولت إلى صَدَفةٍ مَنسيَّة
ليتها ذهبت جُفاءاً في زَبَد المَوج
لكنها هنا .. لا تموت و لا تحيا .. لا ترحلُ و لا تعود ..
إنسحبَت كفها الرطيبة ، بملمسِها اليماميِّ الحزين ، و تركت فراشتها
محبوسة ً ،، في عُشب أناملي
هو الليل إذن يا سمعجي.. بسطوته الغامضة، وهيبته التي تسكر الوجدان فتهذو الصور في بلورات الذاكرة السحرية.
تتنادى في هدأة الليل كل الحكايات.. وتهجع الأفلاك إلا من هذا الهسيس/ صوتها..
فهل تنسى الخلايا دفء الشفاة.. وملمس كفها اليماميِّ..
عيونها التي تلمع بالعشق كالبدر في حلكة السماء؟
فهل تخبو صورتها في مرآة الذاكرة؟
جربت مئات المرات أهشمها.. ولكن تبقى عالقة في كل الشظايا
هو الليل إذن يا سمعجي.. ولكن ليس فقط
فإنها في كل التفاصيل والأمكنة
في ضحكات الأطفال في الطريق
في رجع الأغنيات القديمة
في قيظ الصيف وبرد الشتاء
في رائحة السيارة
في غنج الصبايا وخفر الملاح
في كل شيء
حتى الهواء
فكيف الخلاص من لوعة الفقد
ووجع الذكرى؟
كيف الخلاص من غيبة الحلم.. وسطوة مثوله؟
فكيف الخلاص يا سمعجي.. كيف الخلاااااااص؟
__________________
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رفرفْ..
فليسَ أمامَك
-
والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون-
ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
الفرارُ الذي يتجدّد كُلَّ صباح
عصفور طاير
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة عصفور طاير