
19/04/2008, 22h49
|
 |
فقيد المنتدى
رقم العضوية:22891
|
|
تاريخ التسجيل: April 2007
الجنسية: تونسية
الإقامة: تونس
المشاركات: 1,636
|
|
|
رد: في بيتنـــــــا سماعيون....ما أحلى الذكريات!
السلام على أمير الفل والكرام معه.
والله صدفة تصفحت هذا الموضوع فأثار فيٌ من ذكريات الشباب بعض ما هو عالق إلى اليوم بحافظتي .فسارعت للتوٌ للمشاركة بهذه الحادثة:
بعد وفاة والدي-الله يرحمه- تولى أمر عائلتي عمي -إسماعيل-الله يرحمه أيضا.وكان أوصاني بتنبيهه قبل يومين أو ثلاثة من انتقالي للعاصمة-تونس- لمواصلة دراستي الثانوية حتى يتدبر في مصروفي الذي لم يكن بالهيٌن في ذلك الوقت عام 1947.
وانقضت سنتي الدراسية الأولى وعدت إلى البلدة.
وقبل عودتي إلى العاصمة بعد انتهاء العطلة الصيفية توجهت إليه كالعادة قبل أيام لتنبيهه كما أوصاني.فما كان منه إلا أن باغتني في تهكم وبلهجة صارمة بهذا السؤال الغريب:
-انت مسافر إلى تونس لماذا؟
-لمواصلة دراستي يا عمي.
-أنت العام الفارط كنت منشغلا بالدراسة أم بارتياد المقاهي للعب الورق والاستماع إلى الفن؟أنا يبلغني عنك كل شيء ويوما بيوم.وقل لي أيضا اجتزت السنة الأولى بنجاح.
-نعم ياعمي.
فانشرح قليلا وأطرق برأسه ثم سألني هذه المرة في رفق:
-إذن أين بطاقة الثلاثية الأخيرة من اختبارك؟فهي لم تصلني من الإدارة مثل الأولى والثانية.
وفي الحين احتضنته واعتذرت إليه عن خطئي والدمع يترقرق من عينيٌ قائلا:
-والله يا عمي لقد اعترضني ساعي البريد في حينها وسلمنيها قائلا:بلغها عمك فإني لم أجد أحدا بداره ولا بدكانه.ولكني تهاونت بالأمر وأبقيتها عندي.سامحني يا عمي سآتيك بها في الحال.
وكان عمي جالسا وهو يحادثني بدون أن يلتفت ناحيتي.فاستوى واقفا وقد تهللت أساريره فقبلني من جبيني قائلا:
.لا داعي لذلك فأنا أصدقك.وربنا يهلك أصحاب الشر الذين لا ينامون ولا يدعون من ينام فقد ملأوا أذنيٌ عنك بكل سوء.فعد إلي بعد يومين لأسلمك مصروفك.كان الله في عونك ووفٌقك للصلاح.
والحقيقة يا إخواني أن أصحاب الشر هؤلاء لم يبلغوه إلا بما رأوا وسمعوا:فقد كنت يوميا أراجع دروسي بالطابق الأول من مقهى مشهور حيث الهدوء والسكينة باستثناء ما يبثه من أغاني أم كلثوم أو عبد الوهاب وغيرهما من كبار المطربين منذ الأربعينات.كذلك كنت ألعب الورق بالأخص يومي العطلة الأسبوعية.
هذه يا إخواني ذكرى حضرتني وأنا أطالع مواضيع حضراتكم.
ولكن الحكاية لم تنته بعد:فسأوافيكم لاحقا بأخرى حدثت مع عمي هذا وخالي أيضا معا.
|