الموضوع: يا حبيبي
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 14/04/2008, 07h57
الصورة الرمزية محمد الحمد
محمد الحمد محمد الحمد غير متصل  
أميـر النغـم
رقم العضوية:1070
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: عربي
الإقامة: جدة
العمر: 49
المشاركات: 592
افتراضي رد: يا حبيبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الألآتى مشاهدة المشاركة
إخوانى الأعزاء ..


قبل أن أدخل فى التحليل .. أحب أن أسرد لكم بعض المعلومات عن الأغنية ..

فى أواخر سنوات الموسيقار رياض السنباطى .. إتفق معه الفنان سيد إسماعيل .. صاحب شركة رندا فون .. على تسجيل مجموعة أغنيات للشركة بصوته ..

وبالفعل .. أسفر ذلك الإتفاق عن مجموعة جميلة من أغنيات السنباطى بصوته .. مثل ( أشواق ، فجر ، أين حبى ، ربى سبحانك ، صلح الحبيب ... ألخ )

أما قصيدة ( ضاع حبى من يدى ) .. فلقد لحنها السنباطى لتغنيها المطربة وردة .. ولكن أداء وردة للقصيدة لم يعجب السنباطى ( حسب كلامه الذى صرح به فى إحدى المجلات الفنية ) .. فقرر أن يغنيها بنفسه .. لأن الفن صُعُب عليه .. خاصة أن القصيدة تحتوى على مجموعة كبيرة من التحويلات والجماليات المقامية واللحنية ..

نأتى الأن لتحليل القصيدة ..

بسم الله نبدأ فى تحليل قصيدة ( ياحبيبى )

كلمات : إبراهيم عيسى

ألحان وغناء : رياض السنباطى

إختار السنباطى مقام النهاوند ليبدأ به لحنه ..

بدأ اللحن بمقدمة موسيقية ينبغى أن تُدّرس فى المعاهد .. بدأ بأدليب طويل ( كعادته المحببة ) .. وكما ذكرنا من قبل أن الأدليب .. عبارة عن موسيقى حرة ( بدون إيقاع ) .. وتقوم فيه الألآت بالعزف حسب إشارات المايسترو ..

الأدليب فيه ثراء .. الوتريات بعرضها .. صولوهات للأورج والناى والقانون .. أى مزج بين الشرقى والغربى .. ولا توجد هنا مشكلة .. طالما نستعمل النهاوند .. فهو مقام غربى شرقى .. ويسمى فى الموسيقى الغربية ( مينور ) أو ( سلم دو الصغير ) ..

بعدها يدخل الإيقاع .. وتستمر اللازمة الموسيقية .. من النهاوند أيضاً .. ونسمع جملة جميلة من مقام البياتى .. ونعود سريعاً للنهاوند للتمهيد للغناء ..

يغنى السنباطى ( لا تقل لى ضاع حبى من يدى ) من النهاوند .. بدون إيقاع ..

ثم يدخل الإيقاع مع مقطع ( لاتدعنى أشتكى طول الطريق ) .. مع مقام البياتى .. وفى الحقيقة .. لقد بدأ السنباطى البياتى قبل ذلك عند ( إن فى عينيك همس الموعد ) .. قبل دخول الإيقاع .. يمكن أن نقول أنه يمهد لنفسه .. فالسنباطى لايحب الصدمات .. ليس كعبد الوهاب .. لا يحب كسر القواعد ولا الخروج عن المألوف .. شرقى النزعة والطابع .

يظل مع البياتى حتى يعود للنهاوند عند ( إن قلبى بعد أن ذاق الرحيق ) لينهى المذهب ..

لازمة موسيقية من مقام البياتى يتخللها عزف منفرد للناى ( صولو ) .. ومع إيقاع السنباطى ( إسم الإيقاع ) ..

ثم يغنى السنباطى ( إسم المطرب ) .. من البياتى أيضاً ( كم ملأنا زورق الليل حنيناً ) .. ونلاحظ هنا تغيير الإيقاع ليصبح ( مقسوم ) لزوم الجملة اللحنية الراقصة .. ويعرج على الصبا عند ( وملأنا مزهر القلب رنيناً ) .. ويظل مع الصبا حتى ( بعد أن جُن اللظى فى شفتينا ) .. فنجد أنفسنا فى مقام النوا أثر .. الذى يتركه سريعاً ليعود للنهاوند عند ( لا علينا إن ظمئنا فارتوينا ) .. لينهى الكوبليه ..

هيه .. تعبتم ولا لسه ؟ .. لسه بدرى .. نحن مع السنباطى ..

لازمة موسيقية من مقام الكرد .. المقام الجميل الحر المتحرر والشجى فى نفس الوقت .. إنظروا ماذا فعل السنباطى مع الكرد .. إسمعوا حلاوة الجمل اللحنية والموسيقية .. الكرد الذى أصبح اليوم القاسم المشترك الأعظم فى معظم الأغانى .. المقام الذى تمت ولازالت تتم إهانته على يد ملحنى هذا الزمان العقيم ..

يغنى السنباطى ( عد وعانق لهفة القلب الجريئة ) من الكرد .. ثم يغنى من البياتى ( عد فأيامى بأحلامى هنيئة ) ..

ثم لازمة قصيرة من نفس البياتى ليكمل ( أم رأيت الهجر ذلاً وإقتدارا ) .. ويعود من نفس الطريق ( نوا أثر ثم نهاوند ) وينهى الكوبليه ..

لازمة موسيقية من مقام ( السوزناك ) .. المقام الشرقى الذى يجمع مابين الراست والحجاز ..

لا يستقر السنباطى على السوزناك .. ولكنه يستقر على الحجاز .. ليغنى ( ياحبيبى لا تقل كنا وكان ) ..

ويعود للبياتى عند ( قد نما الحب بنا فى نظرتين ) .. ومنه للعجم عند ( وإفترقنا فإحترقنا شمعتين ) .. ومنه للنهاوند لينهى الكوبليه ..

نسمع أدليب أخر ( حوار بين العود والوتريات ) من مقام البياتى ..

يغنى السنباطى ( أه من قلب لأشواقك غنى ) .. غناء حر بدون إيقاع .. ويظل مع البياتى بعد دخول الإيقاع ( ومضى الليل وماحان رواحى ) ..

ويعود للنهاوند ( كالعادة ) .. عند ( ثم أخفيت دموعى وجراحى ) .. لينهى الأغنية عند جواب النهاوند .. أى من الطبقة العالية .. ونسميها نحن الموسيقيين ( قفلة حراقة ) .. مثل قفلات فريد الأطرش المشهورة ..

كفاية كده ولا عايزين كمان ؟ ..

أعتقد أن السنباطى نجح فى توصيل لحنه للمستمعين كما أراد .. بالرغم من كِبر سنه .. ولكنه نجح فى تطويع الطبقة الصوتية حسب ظروفه الصحية والعُمرية ..

نجح السنباطى كذلك فى تطويع الجملة اللحنية حسب الحالة المزاجية للكلمات .. أى أن هناك خطة للحن .. وليست مجرد دندنة كما يفعل بعض الملحنين ..

أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..






الله الله الله

حقيقة يا اخ ابو حسام ألجمت الحروف بهذا التحليل الأكثر من رائع أتعبت من سيأتي بعدك

فشكرا جزيلا لك ايها المبدع
__________________
ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا