بسم الله نبدأ فى تحليل أغنية ( جميل وبخيل )
الكلمات : محمد على أحمد
الألحان : رياض السنباطى
الغناء : محمد عبد المطلب
قبل أن أبدأ فى التحليل .. يجب أن أنبهكم لكم المقامات والتحويلات فى الأغنية .. يعنى بالبلدى .. لازم تصحصحوا معايا ..
إختار السنباطى مقام ( العجم ) لبدأ به لحنه ..
والعجم ياسادة .. هو نفسه سلم ( الميجور ) فى الموسيقى الغربية .. أو ( سلم دو الكبير ) ..
تبدأ اللازمة الموسيقية بعزف منفرد من ألة العود ( صولو ) .. فى الحقيقة .. إن العود لم يكتفى بمقام العجم فقط .. ولكنه تجول بنا مع النهاوند والكرد من نفس درجة العجم .. الواضح أن هناك نية مبيتة على إستخدام هذه المقامات داخل الأغنية .. أى أن هناك تحضير لأذن المستمع لكى تتقبل ماهو آت ..
يدخل الإيقاع ( السامبا ) مع مقام العجم .. ثم يتحول الإيقاع للواحدة الكبيرة تمهيداً لدخول الغناء ..
ويغنى عمنا طلب .. من العجم .. ( أناديلك وأشتاقلك كتير وقليل ) .. ويظل مع العجم .. حتى نفاجأ بتحويلة من مقام النكريز .. ليستقر على الكرد من نفس درجة العجم لينهى المذهب ..
هذه التحويلة التى سيستخدمها السنباطى عند نهاية كل كوبليه ..
تعالوا بنا نشرح هذه التحويلة ..
أراد السنباطى أن ينهى المذهب عند الكرد .. ومن نفس درجة العجم .. وهى نقلة غريبة وغير تقليدية .. فعمد إلى مقام النكريز لإستعماله ( كوبرى ) للوصول للكرد .. وبدأ هذا الكوبرى من الدرجة الخامسة للعجم .. حتى لايحدث نشاز فى الإنتقال .. ( إللى يفهم يفهم .. وإللى مافهمش ..... نفهمه ) ..
لازمة موسيقية من العجم أيضاً .. ويغنى عبد المطلب ( أسلم والعيون عارفه حنينى إليه ) .. ويتحول لمقام الحجاز عند ( أصون حبك وأحلف بيه ) .. من نفس درجة العجم أيضاً .. يظهر إن السنباطى أصر ألا يترك هذه الدرجة ..
ويعود للعجم مرة أخرى عند ( أناديلك وأشتاقلك كتير وقليل ) لينهى الكوبليه كما إتفقنا على مقام الكرد ..
لازمة موسيقية من مقام الحجاز .. ونسمع ألة الكمان تبدع فى صولو متفرد وجميل ..
يغنى عبد المطلب من الحجاز أيضاً .. ( مافيش فى القلب حد سواك ياساكن فيه ) ..
ملحوظة لمن يهمه الأمر : الحجاز هنا ليس حجاز طبيعى .. ولكنه حجاز أخر يسمى ( الشد عربان ) وهو من فصيلة الحجاز .. ولكنه يحتوى على حجازين من درجتين مختلفتين .. لذا لزم التنويه ..
نعود لأغنيتنا .. نسمع هنا لحناً أخر لنفس المقطع ( مافيش فى القلب حد سواك ياساكن فيه ) ومن نفس المقام ..
ونسمع أيضاً فى هذا المقطع .. الكلمة التى أشار إليها أخونا حسن كشك .. ( وأنا براعيه ) ..
السبب فى إستلاف عبد المطلب للهواء أثناء أداؤه لهذه الكلمة .. الكلمة طويلة لحنياً .. وتقترب من الأوكتاف الكامل .. أى ثمانية درجات صوتية .. ولا أحد يستطيع غناؤها إلا بهذا الشكل .. وخاصة أن الزمن هنا بطئ .. أى أن الكلمة اللحنية تأخذ وقتاً طويلاً فى الأداء .. فماذا يفعل عبد المطلب غير هذا التصرف ؟ والدليل على ذلك .. أنه كرر نفس التصرف والإستلاف عندما أعاد الشطرة .. مطرب خبرة ولا تعوقه أى جملة لحنية .. والسنباطى كان يعرف أنه يلحن لعبد المطلب .. لذا لم يخشى من تلحين الجملة بهذا الشكل ..
يعود عبد المطلب للحجاز العادى عند ( أضيع فى هواك عمرى ) .. ويعود للعجم عند ( أناديلك وأشتاقلك كتير وقليل ) لينهى الكوبليه على الكرد كالعادة ..
لازمة موسيقية من مقام الكرد .. ونسمع صولو من ألة القانون ..
ويغنى عبد المطلب ( مافارقش ضياك عينى سنين وسنين ) من الكرد .. ويعود للحجاز عند ( وحبى يوم يزيد عن يوم ) ..
ومنه للعجم وتنتهى الأغنية على الكرد كالعادة ..
سنلاحظ أن السنباطى لم يترك درجة الركوز التى بدأ بها الأغنية .. برغم تعدد المقامات .. ولكنه أدار المسألة بإقتدار وبراعة .. لم نشعر معها بأى إختلاف أو تحويلات غريبة ..
سنلاحظ أيضاً أن السنباطى لجأ للعزف المنفرد عند كل لازمة موسيقية تسبق الكوبليهات .. وأعطى لكل ألة حقها ..
فنسمع العود فى أول الأغنية .. ثم نسمع الكمان فى الكوبليه الثانى .. وبعده القانون فى الكوبليه الأخير .. حرفنه وصنعة وخطة موضوعة ..
أرجو أن أكون وُفقت فى هذا التحليل المتواضع ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .