شتاء الأسكندرية الدفيء بالشجن..
(وغِنِّيِّه منسيِّه عادراج السهريِّه.. رجعت الشتويِّه)
عصفور طاير ..
نعم يا رفيق الشجن ..كانت تلك أماكننا ، و كان هذا وقتنا..
دعني أتحسسُ أشجارَ الذاكرةِ معك ، و أنسَربُ إلى المكان و الزمان في : ( الإسكندرية ُ في الشتاء ) ..
الإسكندرية في الشتاء ،،
هي أنثى ترفلُ في كبرياء قـَدِّها الممشوق ، و قد انطلقت بملابس السهرة في شوارع المدينةِ الحالمة ، مشيعة موسيقى بارفانها الناعمة ..
الإسكندرية في الشتاء ،،
هي الطرقاتُ الناعسة تحت قناديل الضباب .. حالة ُ غفوةٍ مابين الوَنَسِ و الافتقاد
الإسكندريةُ في الشتاء ،،
هي المواعيدُ المبعثرةُ فوق أرصفةِ النسيان ، و سذاجة ُالقـُبلةِ الأولى ، التي تشبه بَرقاً صغيراً في سماءِ الدهشة
الإسكندرية في الشتاء ،،
هي ( هُنَّ ) .. اللواتي ارتدينَ كـَنزةَ الصوفِ و التنـّورةَ البيليسه ، و احتضَنَّ كتبهنَ المدرسيةَ ، و سِرنَ في غيبوبةِ الضبابِ ، يُخـَبِئنَ سِرّا
الإسكندريةُ في الشتاء ،،
هي الفتارينُ اللامعة .. ورائحة ُ الدِليا الطازجة .. و مذاقُ النبيذِ الوردي .. و نسمة ُ البردِ النـُعناعية
الإسكندرية في الشتاء ،،
هي همسة ٌ في أُذن ِالحرير .. و حريرٌ يغشىَ أنوثةَ الليل .. و ليلٌ يتموجُ في وسائِدِ الحلمِ الرخو .. و حلمٌ يتبددُ عند المُفترَق
الإسكندرية في الشتاء ،، هي بحرٌ يستحمُ في تأملاتِ شهوتِهِ الناعسة .. و بناتٌ اشتعلت خصورُهُنَّ تحتَ أشجار النيمِ و الأكاسيا
عصفور طائر ..
كـَسِّر مرآتي شظايا .. فكلُ شظيةٍ يبرقُ في ذاكرتها ، مالا عينٌ سمعت !!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال