عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 05/04/2008, 01h24
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: April 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 70
المشاركات: 2,483
افتراضي إبعد عن الحب .. عادل مأمون

إخوانى الأعزاء

إسمحوا لى اليوم أن أكسر القاعدة .. وأختار بنفسى أغنية أعجبتنى ..

إغنيتنا اليوم هى ( إبعد عن الحب ) لعادل مأمون .. وقد غناها فى فيلم ( العزاب الثلاثة ) ..

وهى من كلمات فتحى قورة وألحان منير مراد ..

وهذا هو رابط الأغنية ..

http://www.sama3y.net/forum/showpost...9&postcount=11




فى الحقيقة .. إن هذه الأغنية تحيرنى من سنوات طويلة .. أحبها حتى قبل أن أحترف الموسيقى ..

وبعد أن إحترفت وإكتسبت الخبرة عبر السنوات .. إكتشفت فيها مالم أكتشفه من قبل ..

هذا هو مانطلق عليه السهل الممتنع بكل معنى الكلمة .. وأدعوكم معى لإكتشاف مواطن الجمال فى الأغنية ..

الكلمات تسير عكس معظم الأغانى .. فنحن تعودنا على أغانى الحب والرومانسية .. وربما الهجر والخصام .. وو ..

ولكن هذه الأغنية تدعوا للإبتعاد عن الحب أصلاً .. لما فيه من سهر الليالى والتفكير فى المحبوب وأشياء يرى المؤلف أننا فى غنى عنها ..

أنظروا لبداية الأغنية .. حيث يقول الشاعر ( إبعد عن الحب وغنى له ) ..

لجأ عمنا فتحى قورة للمقولة الشهيرة ( إبعد عن الشر وغنى له ) .. ووضع كلمة الحب بدلاً من كلمة الشر .. للدلالة عن أن الحب عبارة عن شر يجب الإبتعاد عنه .. هذا رأيه ..

فى الكوبليه الأول .. يدعونا العاشق المهجور إلى الإبتعاد عن الحب والعيون السود وأن نسأل مجرب ولا نسأل طبيب .. لأنه كما يرى قد عانى الويلات أثناء تجربته ..

وفى الكوبليه الثانى .. يرى العاشق أن الحياة أجمل وأحلى بدون حبيب يسهر له الليالى ويذرف الدموع على فراقه ..

وفى الكوبليه الأخير يرى العاشق أنه من الأفضل أن يغلق أبواب قلبه أمام أى حب جديد .. لأن هذا أفضل ..

نأتى الأن للحن ..

عمنا منير مراد .. إختار مقام البياتى ليبدأ به لحنه .. ومن أولها نرى العجب ..

نسمع البيانو يؤدى جملة من نفس المقام .. والعجيب فى المسألة .. أن البيانو ألة غربية لا تستطيع أداء المقامات الشرقية ..أى لا يستطيع الإقتراب من البياتى .. ولكن منير مراد .. حل المشكلة .. فكتب جملة موسيقية لا يقترب فيها البيانو من نغمة الربع تون .. تخطاها ببساطة ..

المهم .. يغنى عادل مأمون من البياتى ( إبعد عن الحب وغنى له ) ..

ولكنه ينتقل للراست عند ( لا خدنا منه ولا بنديله ) .. ويعود سريعاً للبياتى عند ( إبعد عن الحب ) فى نهاية المذهب ..

خلصت الحكاية .. بياتى ثم راست ثم بياتى ..

نفس الجملة الموسيقية .. بيانو ثم ناى ثم وتريات تسلم المطرب ..

يغنى المطرب ( خللى العيون السود لأصحابها ) من مقام الحجاز .. هكذا بدون تسليم .. أى أن الموسيقى لم تمهد للحجاز .. من البياتى للحجاز خبط لزق .. ماعندناش وقت للتمهيد .. وبرغم ذلك لم نشعر بأى مشكلة ..

ينتقل للبياتى ومنه للراست عند ( ده ياما شاف الويل فى غيابها ) .. ويعود للبياتى لينهى الكوبليه ..

نفس الموسيقى طبق الأصل .. ويغنى المطرب ( محلا الحياه بالقلب الخالى ) من مقام الراست .. أيضاً بدون تمهيد ولا تسليم ..

ويعود للبياتى عند ( ومافيش حبيب أسهر له ليالى ) .. جزء صغير جداً من البياتى .. ليعود للراست عند ( وأقول أمانه يانسمة روحى له ) .. تلاعب بالمقامات .. ماهذا ؟؟

ألم يكن فى الراست .. ما الذى يدعوه لتحويلة البياتى طالماً سيعود للراست فى الجملة التالية .. الهدف هو التلوين والخروج بجملة جديدة ..

نفس السيناريو يحدث فى الكوبليه الأخير .. نفس اللازمة الموسيقية .. ثم يغنى المطرب من مقام جديد ..

مقامنا الجديد هو مقام ( الشد عربان ) .. ولا تظنوا الظنون فى هذا المقام .. فهو ليس بدعة .. ولكنه يتكون من مقامين حجاز من درجتين مختلفتين .. هكذا بكل بساطة ..

يغنى ( حرام يضيع فى الحب شبابنا ) .. من الشد عربان ..

ويعود للراست مرة أخرى عند ( ترتاح قلوبنا ونقفل بابنا ) .. ومنه للبياتى لينهى الأغنية ..

الأغنية ليست من أغانى الفورم بالتأكيد .. فالكوبليهات ليست متكررة .. كل كوبليه بلحن مختلف ومقام مختلف ..

المتكرر هو اللازمة الموسيقية .. التى يبدأ بها لحنه .. ولا يتركها طوال الأغنية .. يظهر إنها عاجباه .. وعاجبانا بالطبع ..

أرجوا أن تعجبكم الأغنية .. ويعجبكم إختيارى ..
__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .


رد مع اقتباس