عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01/04/2008, 15h35
الصورة الرمزية reza_neikrav
reza_neikrav reza_neikrav غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:59077
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: ايرانية
الإقامة: ايران
العمر: 45
المشاركات: 80
افتراضي رد: عفيفة اسكندر... سيدة الغناء العراقي

نكهة بغدادية طربية أصيلة

عفيفة اسكندر,,, صوت ملأ أسماعنا لسنين طويلة, صوت لونه فريد ورائع يحمل نكهة بغدادية اصيلة,, عذوبة تنساب كماء زلال.
وعفيفة فنانة شغلت الناس دهراً طويلاً بعذوبة وحلاوة صوتها وفطنتها ودرايتها وتذوقها الموسيقي لكل شيء جميل واصيل.
وفي كل لقاء مع احدى الشخصيات اكتشف أشياء جديدة تزيد من اعجابي بتلك الفنانة التي كانت مبعث مسرة وبهجة لاسماعنا لما تمتلكه من صوت قوي ولون فني جميل.
وضيفنا في هذه الحلقة هو الاستاذ المرحوم صادق الازدي احد رواد الصحافة العراقية وكان لوقت طويل احد المقربين جداً من الفنانة عفيفة وقد تحدث إلينا قبل رحيله بسنوات:
عفيفة مطربة مغناج
بدأ الازدي ذكرياته عن المطربة العذبة الصوت قائلاً: «كنت من سهار الليالي ومن الطبيعي ان أعشق الصوت الجميل، وابحث عن الراقصات الرشيقات! ومن الطبيعي ايضاً ان أتعرف على منولوجست جميلة التقاطيع، في صوتها حلاوة، وفي ادائها لمنلوجاتها ما يجعلها اقرب الى القلوب وألصق بالنفوس! وكانت عفيفة شابة مغناج، ولكنها كانت أذكى مما يتصوره بعض رواد اللهو، حيث استطاعت بذكائها أن تلف حولها كل شخصية ذات مكانة في مهنة مأمن المهن، واشتهر عنها حبها لكل ذات جمال ودلال، وهيامها بكل صاحبة صوت يسحر الذين يسمعونه.
اكتسبت المعرفة عن أمها
الفنانة عفيفة دخلت عالم الفن وهي لم تزل في سن صغيرة فكيف اكتسبت هذه المعرفة الفنية التي عرفت بها,, سألت الاستاذ الازدي فقال: «لانها صغيرة السن عند ولوجها لعالم الفن الكبير ودهاليزه المتعددة ومسالكه الوعرة، فقد التزمتها والدتها وزوجها وعلماها اشياء كثيرة عن هذا العالم الغريب، واستطاعت عفيفة بنباهة تحسد عليها ان تتعلم وتتأقلم مع اجواء الفن، وبسرعة تحولت الى نجمة من نجوم الفن.
سيدة صالون
وماذا عن مجلسها الذي يلتئم فيه الشعراء والادباء وكبار رجال السياسة في البلاد؟
فقال: «كانت عفيفة اسكندر في واقعها ليست منلوجست تغرد بمنولوجاتها في دور اللهو والحفلات فحسب، بل كانت سيدة صالون وفي بيتها الأنيق (في حينه) كان يحضر كل من يريد مجالسة حسناء تجيد الحديث، وتروي الطرفة وتتكلم في كل شأن من شؤون الحياة,, وكان مجلسها يضم كبار الشعراء والادباء والفنانين اضافة الى كبار رجالات الدولة من السياسيين آنذاك، وقد يكون بين أولئك من خفق قلبه بحبها، وليس هذا بمستغرب فهي فنانة جميلة الطلعة ولكنها قطعا كانت تفرق بين زوارها وبين من يخفق قلبها لهم وما أقلهم! وآخر بيت زرتها فيه هو منزلها في منطقة (المسبح) الذي كان صالوناً ايضاً للادباء والسياسيين.
شعراء وأدباء وساسة
في مجلسها
من هم أبرز الشعراء والادباء والساسة الذين كانوا من رواد مجلسها؟ فأجاب: «هناك بعض رموز الحكم الملكي يحضرون مجلسها اضافة الى بعض نواب مجلس الأمة كفائق السامرائي عضو حزب الاستقلال والنائب حطاب الخضيري وبعض الوزراء، اضافة الى الادباء ومنهم عبدالمجيد لطفي والشاعر اكرم احمد وحسين مردان وجعفر الخليلي وابراهيم علي والمحامي عباس بغدادي ومن الفنانين حقي الشبلي وعبدالله العزاوي ومحمود شوكة واسماء أخرى لا تحضرني.
وعن الأماكن التي تحيي فيها المطربة عفيفة حفلاتها؟ قال الازدي: «نظراً لمكانتها الفنية ودورها الكبير في الحركة الموسيقية والغنائية فقد كانت تغني في أرقى ملاهي العاصمة بغداد منها ملهى «الجواهري - الهلال - كباريه عبدالله - بردايز) علماً بأن الملاهي كانت سابقاً أفضل من النوادي الاجتماعية الموجودة حالياً».

الصحافيون العرب يسألون عنها
من حكاياتها الاخرى التي يتذكرها الاستاذ الازدي كما يقول ان معظم رجال الصحافة العرب يسألون عنها عند وصولهم الى بغداد وبخاصة رجال الصحافة الفنية وكان من حسن حظي أو من سوئه أن أكون من رواد صالونها فيسألني بعض أولئك الصحافيين الزوار عن دار عفيفة اسكندر واتصل بها هاتفياً وأحدد لهم موعدا واذهب معهم,,, أنا في غاية الرضى!
وكيف كان ينظر اليها من يحضر مجلس من الاصدقاء؟ قال: «كان هناك أكثر من صعلوك من صعاليك الادب والصحافة ينظرون اليها كما لو أنها دمية من دمى الليل وقد تعرضت من جراء ذلك لتخرصات ولأقاويل عديدة هي براء منها، ولكنها لم تكن تستطيع دفع شر المتقولين عليها,,,, وما كان يمكن أن تفعل اي شيء في بعض الظروف التي مرت بها ذلك لأن بعض المعجبين من العاملين في الحقل السياسي وبعضهم ترتبط بهم بعلاقة صداقة مع عوائلهم.
تساعد المحتاجين
بعض الذين عرفوا الفنانة عفيفة اسكندر قالوا انها انسانة طيبة القلب وهناك من ينعتها بالتعجرف والتعالي، وباعتبارك عرفتها عن قرب فما رأيك بذلك؟ أجاب: «لم تكن عفيفة بلا قلب,,, ولا يمكن ان تكون كذلك,,, فهي امرأة ممتلئة النفس بالأحاسيس، ينبض قلبها بكل ما هو إنساني، ولا يحس المرء بهذا الا اذا عرفها عن قرب وفي نهاراتها وليس في ليالي الكباريه! الذي تعمل فيه,, وكانت العديد من النسوة من المحتاجات كن يأتين الى بيتها ويأخذن منها المساعدات سرا وينصرفن! وبقلبها الرقيق هذا تعثرت مرة ومرات، وفشلت كل تجاربها القلبية وخرجت منها وهي قوية العود ونجحت في ان تقاوم التيارات لتظل حى صامدة بوجه عوادي الايام وهي مرتفعة الرأس.
أغانيها وسفراتها
هل تحدثنا عن ابرز الأغنيات التي كانت تقدمها، وعن سفراتها الى خارج العراق؟ أكد الازدي: «كثيرة الأغاني التي كانت تقدمها المطربة الرائعة عفيفة اسكندر لكني بصراحة كنت ازداد اعجاباً بصوتها عندما تغني (ياعاقد الحاجبين) و(من أين لك هذا,, هذا من فضل ربي) و(ياسكري ياعسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(كلب,, كلب) و(غبت عني فما الخبر) و(نم وسادك صدري) وغيرها من الاغاني التي لا تحضرني اسماؤها.
مع مصابني وكاريوكا
أما سفراتها فهي عديدة فمنها ما كان للاستجمام ومنها ما كان لإحياء الحفلات,, فقد زارت تركيا وباريس ولندن وسورية والاردن ودول أخرى اضافة الى مصر التي عملت فيها فترة من الزمن مع فرقة «بديعة مصابني» المطربة المصرية المشهورة,,, كذلك عملت مع الفنانة تحية كاريوكا، كما شاركت الموسيقار محمد عبدالوهاب في فيلم «يوم سعيد» من بطولته وفاتن حمامة وغنت فيه أغنية من ألحانه حذفت قبل عرضه.
مع زوجة نوري السعيد
من ذكريات الازدي تحدث لنا عن لقائه بعفيفة اسكندر في استانبول فقال: «كنت أسكن في أحد فنادق استانبول - في سفرة سياحية، وبعد ان تناولت طعام الغداء اخذت قسطاً من النوم,, لكني قفزت من فراشي وانا في عز النوم على اثر رنين الهاتف وعندما رفعت السماعة وجدت ان الفنانة عفيفة هي التي تتحدث على الطرف الآخر فتملكني العجب، اذ انها كيف عرفت بوجودي هنا! فتبين انها نزلت في نفس الفندق مصادفة وسألت صاحب الفندق عن اسماء العراقيين من النزلاء فاختارت اسمي من بينهم واتصلت بي والتقينا وتحادثنا - وطلبت ان تسهر معي واتصلت بأحد معارفها ايضاً في استانبول هو وعائلته كي يمروا علينا لنسهر سوية - وجاءوا اليها وكان أحد كبار رجال الاعمال ومعه ابنته وسيدة مهيبة الطلعة هي زوجة احد اصحاب الفخامة رؤساء الوزارات العراقية وتعرفت عليهم,,, وألحوا من أجل مرافقتهم - لكني اعتذرت اليهم بلطف - لأني لم أعتد السهر مع أصحاب الملايين والفخامات.
ومن هو هذا الرجل وتلك السيدة بهية الطلعة؟ يقول الازدي: «الرجل كان سليمان باشا صاحب معامل فتاح باشا اما السيدة فهي زوجة نوري السعيد رئيس الوزراء آنذاك.
رد مع اقتباس