رد: نـــجم الأسبـــوع .. وكل أسبوع نجم جديد
السلام عليكم و رحمة الله
أشكر السميع الأصيل الأستاذ \ عبد المنعم على هذه الفرصة التي أتحتموها
ليّ للحديث عن الغائب الحاضر بالنسبة ليّ على الأقل (عبد العظيم محمد)
كان أبي رحمه الله يخشى على الموسيقى الشرقية هذا الكنز المدفون
تحت رماد و أنقاض زخم العطاء للرواد و كبار المطربين و الملحنين على رأسهم
المرحومان محمد عبد الوهاب و رياض السنباطي .
كان يحزن كثيرا عندما يتقدم ملحن ما للجنة الإستماع بالإذاعة و هو لا يدرك
شيئا يذكر عن المقامات الشرقية و مشتقاتها و أسمائها المختلفة.
كان متحيزا لدرجة الوسوسة كأن تلك الموسيقى تسكن كيانه و روحه و عقله.
العام الماضي 2007 عمل عملان بالإذاعة وطنه و ملاذه ، أغنية أصل الطرب
مصري ، و قام بتلحين و وضع موسيقى مسلسل نسور البحار (توزيع إيهاب عبد السلام)
أحد ابناءه المخلصين في البرنامج الثقافي.
أتذكر أن لجنة الإستماع التي كانت تضم نخبة من الموسيقيين مثل الأساتذة
ميشيل المصري ، حلمي بكر ، محمد سلطان و جمال سلامة
صفقوا له عندما أنتهوا من سماع لحن أصل الطرب الذي قام بغناؤه
شاب مبتدأ ( محمود رجب) و أعيد تسجيلها بناء على طلب من رئيسة الإذاعة
بصوت المطرب محمد الحلو ،(بالرغم من أن أبي جعل المطرب الشاب يغني بإحتراف)
كان اللحن شرقي حتى النخاع و هذا لأن الوالد
كان يتحدى الجميع بشرقيته و مصريته التي أراد أن يتركها بصمة للموسيقيين
بعد رحيله ، و دارت مناقشة بينه و بين الملحن جمال سلامة حول اللحن الذي
بحكم دراسته في روسيا ينحاز للموسيقى الغربية الكلاسيكية .
كان يستغرب كثيرا من أن معظم الملحنين الجدد الموجودين على الساحة
الفنية لا يهتموا بالمقامات و الإيقاعات الشرقية ، و يتعجب أن الجيل الجديد
لا يهتم بالأخذ و التعلّم من الجيل السابق ، فكان دائما يقول لا يمكن أن يأتوا من
فراغ بلا جذور، لابد أن تستمد الفروع من الأصل الحضاري لكي يعطوا الجديد الذي
يختزن بداخلهم فيمتزج الماضي بالحاضر ، ليكون مرآه لموسيقى معاصرة و مواكبة
للوقت الحالي ، رحمه الله ، أنتم الخير و البركة ، سيبقى بأعماله و بحب معجبي فنه و ألحانه.
أما أنا أحاول بكل جهدي أن املأ فراغ حياتي و وجودي بعد رحيله ، فقد كان هو الونس
و الصحبة ، الصديق و الأب ، عاش معنا بعد وفاة أمي ، أسكنهما المولى فسيح جناته.
__________________
http://youtu.be/dR2XQxWh5Ng
تكريم الوالد عن مُجمل مشواره الموسيقي
الــفــن الجــمــيل هو ما يسمو بالإنسان لأعلى
و لا يــشـُــــدّه للأســفــل بــِــحــجــة التــطــوّر
|