عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23/03/2008, 23h14
الصورة الرمزية عبدالقهار
عبدالقهار عبدالقهار غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:53246
 
تاريخ التسجيل: August 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 17
افتراضي الموسيقى الغرناطية(تابع)

واتلفت مجموعة السلام لقدماء الطرب الغرناطي سنة 1986م. بلم شتات مجموعة من أعلام وشيوخ الطرب الغرناطي بوجدة، أبرزهم أحمد الزموري. وقامت مجموعة السلام لقدماء الطرب الغرناطي بعدة أنشطة وأمسيات بوجدة. وتواظب على المشاركة في مهرجان الطرب الغرناطي بوجدة. وقد أحيت حفلات بمدينة مليلة سنوات 1993م، 1994م، 1995م، وبالرباط سنة 1992م، وتمثل هذه المجموعة نموذجا لافتا لامتداد التراث الموسيقي الغرناطي عبر شيوخه في اتجاه الحفاظ عليه، وتطويره على يد الهواة من شبابه.



w تأسست جمعية التواصل للطرب الغرناطي والأندلسي سنة 1985بمدينة وجدة. من طرف مجموعة من الشباب الهواة لهذا النوع من الطرب. وبفضل مجهوداتهم. المتواصلة، استطاعوا تحقيق ما تصبوا إليه الجمعية من أهداف ثقافية وفنية. وهذا ما يتجلى واضحا من خلال الأنشطة الثقافية الكثيرة والمتنوعة التي قامت بها منها:

· مشاركة الجمعية في جميع مهرجانات الطرب الغرناطي التي نظمتها وزارة الثقافة بمدينة وجدة وكذا الندوات والحلقات الدراسية في هذا المجال.

· المشاركة في عدة مهرجانات بالجزائر الشقيقة. خاصة بمديني وهران وتلمسان. وفي مختلف المناسبات الوطنية وعلى صعيد الجهة الشرقية من المملكة.

w وتأسست الجمعية الإسماعيلية للطرب الغرناطي بتاريخ 2 مارس 1992. وقد اشتغل مؤسسو هذه الجمعية من قبل في إطار جمعية السلام لقدماء الطرب الغرناطي، وسميت الاسماعيلية باسم الشيخ محمد بن اسماعيل أحد أبرز رواد الموسيقى الغرناطية. وقد دشنت باكورة أعمالها بالاحتفال بعيد العرش يوم 2 مارس 1993. كما شاركت الجمعية في العديد من التظاهرات الموسيقية نذكر منها:

· جميع دورات مهرجان وجدة للطرب الغرناطي، منذ سنة 1992.

· سهرات رمضانية من تنظيم وزارة الثقافة والاتصال.

· إحياء السهرات التي كانت الجماعات المحلية تنظمها بمناسبة الاعياد الدينية والوطنية.

وتعتزم الجميعة في إطار خطة عمل مستقبلية إنجاز المهام التالية:

· تاسيس قسم خاص بالاطفال تابع للجمعية بهدف إعدادهم إعدادا فنيا وتربويا حتى يحملوا مشعل التراث الموسيقي الغرناطي.

· مواصلة المشاركة في المهرجانات الوطنية والدولية.التنسيق مع الجمعيات الموسيقية الغرناطية ومركز الدراسات والأبحاث
· التنسيق مع الجمعيات الموسيقية الغرناطية ومركز الدراسات والأبحاث الغرناطية بوجدة فيما يخص البحث الموسيقي الأندلسي عامة والغرناطي بصفة خاصة. والمساهمة في تعزيز مكسب مهرجان وجدة للطرب الغرناطي، لما لهذه الموسيقى من طابع محلي وجدي خالص، وإشعاع فني بالغ الأهمية.

ويتسم عمل الجمعية الإسماعيلية بروح التعاون والتنسيق مع مختلف الجمعيات والفعاليات الغرناطية.



wمجموعة ولاية وجدة للطرب الغرناطي جمعية موسيقية تعنى بالموسيقى الغرناطية ذات الطابع الوجدي الخالص. من خلال فرقتها الموسيقية وأطرها الذين تمرسوا في تشكيلات جمعوية غرناطية كجمعية التواصل وجمعية الشيخ صالح... وبفضل مجهودات ورصيد أفراد مجموعة ولاية وجدة التي ظهرت في الآونة الأخيرة كجمعة وازنة أمكن لها أن تسجل إسمها من خلال حضورها في الساحة الموسيقية الغرناطية بمدينة وجدة.

ومن خلال هذا الجرد السريع لجمعات الطرب الغرناطي بوجدة. يتضح جليا ثراء الساحة الموسيقية الغرناطية بالمدينة. وغنى رصيدها الفني. ودينامية أسماء فنية عديدة من كلا الجنسين وازنة بارعة في الحفظ. والرواية متعمقة في النوبة الغرناطية وميازينها "وانقلاباتها" "واستخباراتها". ذات مستوى عال في الأداء غناء وعزفا على مختلف الآلات الإيقاعة والوترية وغيرها منذ الرواد الاوائل... محمد بن اسماعيل، الشيخ صالح، أحمد الزموري، الغوتي العشعاشي.. إلى رواد اليوم أمثال أبناء شعبان وسلامي والجيلالي والغيدي وغزلان وأحمد الفقير وعياد والرمضاني وحسني ورشيد العسري ومحسن الزموري وفاطمة الزهراء بن زينت وآمنة بنسعد ووفاء دزيري... وعبد الإله بن مسعود.. وغيرهم كثر لا يسعنا المجال لذكرهم جميعهم.

¯

يلاحظ المتتبع للشأن الموسيقي بمدينة وجدة، دينامية مشهودة لمركز الدراسات والابحاث الغرناطية، في السنوات الأخيرة بشكل خاص. فعلاوة على ثقله الوازن في التحضير لدورات مهرجان وجدة للطرب الغرناطي، يعقد المركز عدة ندوات علمية، وحلقات دراسية تسفر عن دراسات وبحوث قيمة. تشكل إضافة كمية ونوعية في مسير البحث في التراث الغرناطي عامة والموسيقي منه بصفة خاصة. وذلك بالرغم من شح الامكانيات المادية والبشرية الموضوعة تحت تصرف المركز. فالمقر صغير. وهو عبارة عن غرفتين صغيرتين في "دار السبتي" بشارع المغرب العربي. والوسائل والتجهيزات تعانـي من نقص مهول.. والموارد البشرية غير كافية، إذ يشغل المركز بمدير وكاتبة واحدة فقط. ويؤكد الأستاذ محمد بن عبد الله مدير مركز الدراسات والابحاث الغرناطية بوجدة الذي تأسس سنة 1990م، ان هذا الوضع غير الطبيعي، يعوق العمل الذي يستند نظريا إلى أهداف كبرى، تتوسل بمشاريع طموحة. ومتبصرة بالأخطار التي تهدد التراث الغرناطي، ومن تلك الأهداف التي سطرها المركز لنفسه:

1- جمع وتحقيق وتدوين التراث الموسيقي الغرناطي وتسجيله. ويقول الأستاذ أحمد عيدون، رئيس قسم الموسيقى وفنون الرقص، بوزارة الثقافة والاتصال: "إن هذه المهمة هي التي ستفتح الآفاق لعمل علمي جدي وأساسي. وتتطلب وسائل بشرية ومادية لابد منها.." وذلك في مداخلة له حول منهجية علمية في تدوين الطرب الغرناطي. في إطار ندوة البحث في التراث الغرناطي حصيلة وآفاق. ونظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة بتعاون مع المركز سنة 1997.

2- متابعة دراسته كتعبير فني أتبت جمال حضوره عبر تاريخ عريض. بما يختزن فنه الأصيل من قدرة على الامتداد الجغرافي من الاندلس مرورا بالمغرب إلى المشرق.



3- تشجيع الدراسة والبحث في ميدان التراث الغرناطي. واستقطاب الفعاليات المتخصصة.. وعقد ندوات وحلقات... وأعمال دراسية معمقة ومستمرة على المدى القصير والمتوسط والبعيد. بشراكة مع المؤسسات والفعاليات الثقافية والفنية.



4- استثمار جميع الوسائل الممكنة للنهوض بهذا التراث. ويؤكد الأستاذ محمد بن عبد الله أنه "من الضروري الملح أن تتكاثف الجهود، بين الجهات الوصية، والمؤسسات الجامعية والهيئات العلمية والاكاديمية، والمنشآت الاستثمارية، لحشد الطاقات البشرية والموارد المالية والتجهيزات التقنية الحديثة. لتحقيق الأهداف المتوخاة من إنشاء مركز الدراسات والأبحاث الغرناطية للتعجيل بإنجاز المهام المنوطة به."



5- تسهيل اتصال المولوعين به. من خلال تنظيم انشطة مختلفة.



6- ربط علاقات التعاون وتبادل المعلومات والدراسات والوثائق والخبرات. مع المؤسسات والفعاليات المتخصصة في هذا المجال داخل المغرب وخارجه. وخاصة على صعيد دول المغرب العربي ودول غرب البحر المتوسط (اسبانيا والبرتغال).



7- تنظيم لقاءات وملتقيات دراسية قصد تعميق البحث في هذا التراث الخالد.

وسعيا لتحقيق هذه الأهداف، رغم ظروف العمل الصعبة فقد أنجز مركز الدراسات والابحاث الغرناطية عدة أعمال منها:

تنظيم عدة ندوات وحلقات دراسية، انصب فيها الجهد على جمع الرصيد الشعري والزجلي لنوبة رمل الماية. وتحقيق نصوص هذا الرصيد. والقيام بدراسة بنياته اللحنية والإيقاعية، وصولا إلى توثيق هذه النوبة، توثيقا أدبيا وتدوينها تدوينا موسيقيا.

كما يتجه الاهتمام لدى المسؤولين والمركز إلى العناية بالجوانب الثقافية والادبية والفنية التي تمكن الباحثين والدارسين من الكشف عن كنوز هذا التراث. ومن أجل ذلك، نظم مركز الدراسات والأبحاث الغرناطية بوجدة بتعاون مع مؤسسات أخرى، عدة ندوات وحلقات دراسية من بينها: أشغال دراسية تناولت "أساليب أداء النوبة في المغرب العربي". و"الأصول الأندلسية للطرب الغرناطي." و "التراث الغرناطي وإشكالية توثيقه أدبيا وتدوينه موسيقيا".

إن النهوض بهذه المهام التي أطلق ديناميتها مركز الدراسات والأبحاث الغرناطية بوجدة. من أجل الرقي بالموسيقى الغرناطية من مستوى الحفاظ على الموروث النغمي المتحدر من الفردوس المفقود. وهو المستوى الذي لابد من إنجازه واستـنفاذه علميا بالجمع والتحقيق والتسجيل والتدوين... إلى مستوى استثمار ثرائه الفني وجماليته المتفردة، بالعمل الموسيقى الدؤوب والدراسة التحليلية والجمالية.. كل هذا يستوجب حشد الطاقات والإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لمثل هذا المشروع الجبار الذي يرتكز إلى الوعي العصري بأهمية التراث الغرناطي والموسيقي منه بخاصة باعتباره من مقومات ثقافتنا الوطنية. ورافدا من روافد حضارتنا العربية الاندلسية العريقة وزخما ثقافيا يمثل الخصوصية الغنية التي لابد منها لبناء مداخل الحداثة ثقافيا وفنيا..

انتهى
نشرهذا المقال ب"بجريدة الفنون" ع26/2003
__________________
باحث في علم الموسيقى
رد مع اقتباس