عرض مشاركة واحدة
  #67  
قديم 22/03/2008, 07h42
صالح الحرباوي صالح الحرباوي غير متصل  
لا حول ولا قوة إلا بالله
رقم العضوية:113169
 
تاريخ التسجيل: November 2007
الجنسية: عربي الهوية - تونسي الهوى
الإقامة: في حلم الوطن العربي
المشاركات: 838
افتراضي رد: من منتدى سماعي الى المجاهدة جميلة...جميـــلة

سلام و احترام،
.
إخواني الأعزاء، أساتذتي الكرام ...
.
في الحقيقة لا أرى من اختلاف بين المتحاورين إلا في الكلمات و التعبير...لكن الأراء و المشاعر متطابقة.
.
فالكل يكن الإحترام و التقدير للمناضلة جميلة بوحيرد و المناضلات الأخريات جزائريات كنّ أو فلسطينيات أو لبنانيات....فما الفرق...فكلهن عرب، بل إنسانات رفضن الظلم و الإستعمار و قبلن التضحية في سبيل الحرية و الكرامة و أصبحن رموزا لأجيال عديدة..
.
و ماذا عن مئات بل آلاف المناضلات اللواتي فعلن نفس الشيء لكن لم يسمع بهن أحد و بقين بعيدات عن الأضواء...
.
لقد رأيت من سنتين تقريبا، شريطا وثائقي على إحدى الشاشات الغربية يروي قصة حقيقية لسيدة جزائرية من جيل جميلة بوحيرد و زميلاتها تقريبا و لقد أبكاني حقيقة هذا الشريط و ترك أثرا لا يمحى في كياني.
.
كانت شابة في الخامسة أو السادسة عشر من عمرها، عندما اعتقلها الجيش الفرنسي في إحدى القرى بعد أن أبادوا أغلب السكان. يحملها الجنود معهم إلى إحدى الثكنات و تضل هناك لأشهر طويلة كعبدة تخدم الجنود من غسيل للملابس و تنظيف و أعمال شاقة كل يوم. و الأكثر ألما و ظلما هو أنها كانت ضحية اغتصاب متواصل من طرف الجنود و في العديد من المرات كل يوم و كانت تعاني أسوأ أنواع التعذيب و التنكيل دون علم أو دراية أحد. و بقت على تلك الحال لعدة أشهر ثم رميت خارج الثكنة و كانت قد حملت و أنجبت ولدا نتيجة الإغتصاب و صارت مشردة بلا أهل و لا عائلة.
.
هل تعلمون أين كانت هذه الضحية، (مناضلة الخفاء) عندما صورها الصحفي الذي قدم هذه القصة ؟؟؟؟؟؟
.
كانت تعيش في إحدى المقابر في الجزائر في كوخ من الصفيح و الكرتون. و قد فقدت صوابها و صارت مجنونة وكانت تعيش على التسول.
.
هل من أحد روى هذه الكارثة من الكتاب أو الصحفيين العرب؟ هل من أحد كرمها أو أنصفها؟ أليست بنفس المقام و التضحية من المناضلات المعروفات؟...... و الله لو كانت هذه المسكينه من المسيح أو اليهود لكانت قصتها الملحمة محل أكبر الأعمال الدرامية الأدبية أو السنيمائية في العالم...
.
إخواني الكرام، كفانا خصاما و تجاذبا، فكلنا نعتز بالمناضلات و نحترمهم رومزا كنّ أو في الخفاء و أجرهم و جزاءهم الأكبر هو عند الله سبحانه...
.
رد مع اقتباس