أنا البحّارُ
و القرصانُ
و الصيّادُ
ما شقّني طيّ البحارِ
و لا تمزيق المحيطاتْ
على صهوة اليمِّ
أعلو فرسِي
و ألجم فاهُ
بالأبراج و بريق الشّهبِ
و النجماتْ
لم أعرف الخوف يومًا
و أنا أروّض الأمواجَ
و أشكم الرّياحَ
و أقهر المستحيلاتْ
أنا أشيلُ البحرِ
أنا التّحدِي
الذي تعدّت بطولاتِي
كلّ الأساطير و الخرافاتْ
أنا شمشونٌ
إذا أغضبني الموجُ
حطّمتُ قواعد الأنهارِ و البحارِ
وبخّرت كلّ القطراتْ
أنا السندباد الذي
عشق الماءَ و الإبحارَ
و كوّن من عرائس البحر
له حبيباتْ
ما نالت الأمواج يومًا
من بطش بحاري
صانع المجد و الانتصاراتْ
سلي عنّي حطام الزوارقِ
في الشواطئِ و بين الجزرِ
و الأرخبيلاتْ
سليعنّي بقايا السفنِ القديمةِ
سلي عنّي الرمالَ
و قواقع اللآلئ في الغَيَابَاتْ
سلي عنّي الماء و السماءَ
سلي عنّي الحوت و الدلافينَ
سلي عنّي المحاراتْ
تخبرك يا حبيبتي أنيّ
أرى مصرع بحارِي
في يمّ تلك الحدقاتْ
أخي بو حسام
صباح الخيرات
والله لا أدري كيف أعلق على خاطرتك هذه
هل أجاملك قترضى أم أصارحك فتغضب
أنت تريد أن تعبر عن فكرة
والفكرة بحد ذاتها جميلة
وهي ..أنك قوي وصلب وقادر على كل شيء
مهما كان صعبا وخطيرا ..ولكنك ضعبف أمام نظرات حبيبتك
فهل تعتقد أنك خدمت هذه الفكرة جيدا
هل ترى أن المبالغة في تصوير القوة والمخاطرة
هي الطريق والأسلوب الأنسب للوصول للإجابة
الأخيرة عليها ..وهي السقوط صريع نظرات الحبيبة
هذا من جهة ...
ومن جهة أخرى ..هل هذه قصيدة أم خاطرة نثرية أم ماذا
إن كانت خاطرة نثرية فلماذا ..تظل أسير قواف لا لزوم لها
بل جاءت حشوا لا مبرر له
له حبيباتْ....الغَيَابَاتْ
أشيلُ...وماأشيل هذه ..هل عربية فصيحة ..!!!
كان يمكن لكثير من العبارات أن تتحول إلى صور
مكثفة ..وعميقة تخلو من الصراخ
لو أنك أحسنت توظيفها ..لخدمة الفكرة
لقد قرأت لك نصا أكثر عمقا من هذا .وأكثر شاعرية
وكأني أراك متعجلا للنشر ....
لم تعط هذه الفكرة ..المزيد من التروي والتأني
كل ما أستطيع قوله
أنك تستطيع أن تكتب أحسن وأقوى ..وأكثر رقة من هذه الخاطرة
وأن تعمد إلى تكثيف الصورة الشعرية
والتخلص من القافية غير الضرورية للخاطرة
وانتقاء التعابير الأكثر هدوءا والتي لا يقويها ارتفاع حدة النبرة
والكتابة بسلاسة ..وتداعي للأفكار ....
سلم قلمك الذي كان عليه أن يتمهل أكثر
تحياتي
__________________
يوسـف أبوسالم - الأردن
الموسيقى هي الجمال المسموع
مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم