[محمد مبارك]

بالنسبة لي فقد قضيت السنين والليالي والأيام وأنا أتتلمذ على أشرطة الأستاذ محمد خيري وكأني أتعايش مع هذه الشخصية الفريدة بكل ماتحمله من معاني العاطفة والحنية ورخامة الصوت

أخواني الكرام من بعض ماعايشتهم وعايشوا الأستاذ محمد خيري فقد روو عنه قصصاً والله يندى لها الجبين

الأستاذ محمد كان ينتهج نهج الحفاظ على الأصالة مع التحديث بآن واحدوكل من سمعه يشاركني الرأي بأن أبو هيثم كان يغني بعواطفه بالاعتماد على الإيقاع السريع ومنه الليالي الإيقاعية التي كان يتحفنا بها وخصوصاً البيات والهزام ...الخ فلا تعرف أين يأخذك إحساسه

أنا برأيي المتواضع فإن الأستاذ محمد خيري يفرقه عن صباح فخري والذي عايشته أيضاً أن محمد خيري كان ملك الارتجال أما صباح فخري فقبل حفلته له لايقل عن 3 بروفات ولا يحيد عنها أما محمد خيري فلا تعرف عاطفته إلى أين تأخذه ولا يمانع إن كسر بعض القواعد المتعارف عليها في حلب مثل عندما غنى الليالي على البيات ثم اصطدم بالحجاز كار بدون سابق أو دستور في شقوتي في الحب عنوان الرشاد في حفلة السبيل

أذكر قبل سنوات التقيت بالأخ معن طاهر الذيل وكان عازف كمان يعمل مع أبو هيثم فقال لي بأننا عندما نعمل مع محمد خيري فنعمل من أجل المتعة فقط والاستمتاع معه ولا نسأل عن الأجر المادي هذا غير أنه كان كريماً معنا وكان الذي بجيبه ليس له وهو من أحد الأسباب الرئيسية التي لم تشهره تلك الشهرة المتعارف عليها وقال لي ذات مرة عملنا معه وصلة موشحات على مقام النهاوند ثم تحول إلى ليالي من النكريز فجلس يلقي قصيدة نصف ساعة على مقام النكريز لايحيد عنه والكلام على ذمة الأخ معن بأنه بعد أن أنهى تلك الوصلة شعر بألم في يده جراء أن نغمة النكريز تتعب يد عازف الكمان (أنا بالنسبة لي لا أفهم بعزف الكمان ولكني أفقه صعوبة تلك النغمة ) فمزح مع محمد خيري مزحة قائلاً (شو بدك تنتقم مني)

والشخص الآخر وهو من أصدقاؤه ويدعى محمدهرشو (الله يرحمو) فقد وصف لي من أخلاق محمد مايندى لها الجبين ومنها كرمه عند جلسات البسط والأنس مع أصدقاؤه

رحمك الله يا أبو هيثم

ملاحظة : أرجو تصحيح إذا كان توجد أخطاء في كلامي المتواضع

ابنكم الأصغر
محمد مبارك