أخي الفاضل حديث الروح
بداية ً أشكر لك سعة صدرك ، و أ ُثمِنُ ردودَك على أطروحات أستاذنا أبو هاني ..
فكما قلتَ ، التفعيلة ( مفعولن ) و المكونة من ثلاثة أسباب متتالية ، قد تأتي في نهاية الشطرة في بحر الخفيف ، فلا تكسر البيت ، و الأمثلة كثيرة ..
و أحَيي فيك ذلك الخلق الرفيع حين تقول ( فأنتم أدرى بشعري مِني ) ..
و الحقُ يا أخي أنك أدرى بشِعركَ مِني أو من غيري ..
دعنا نتفق يا عزيزي على أمر ، و هو أن مثل تلك المداخلات ، نستفيد منها جميعاً بمعلومة أو إضافة جديدة ، كما لا أخفيك سراً حين أقول أن النضوب أصاب الإبداع الشِعري ، و أنه ليس من اليسير العثور على شاعرٍ موهوبٍ و جاد و مثابر ..
لقد قضيتُ أول أمسٍ ليلةً ً كاملة ً مع كل قصائدك التي عرضتها هنا
في المنتدى :
قصيدة أوهام :
الليل أرخى سِتره خلف التلال السودِ في قلبي
و هي من بحر الرَّجَز
قصيدة الهوى و الأيام :
حكمَ اللهُ تعالى و قضى ... في زمان بات ذكرى و انقضى
و هي من بحر الرَّمَل
قصيدتنا تلك :
أيها الشادي في لحونٍ النسيبِ ...طاف بين النحيب و التشبيب
و هي من بحر الخفيف
قصيدة إلى التي شغف الفؤاد بحبها :
الذكرياتُ على الخواطر عَنَّتِ ...هزأت بها و تلاعبت و تسلـَّتِ
و هي من بحر الكامل
فوجدتُ أني بصدد شاعرٍ عَذبٍ ، مُتمرس ، متمكِنٍ من أدواته ،
يجدرُ أن تسلط عليه الأضواء ، و لو في ركننا هذا ..
و لا أخفيك سعادتي حين أجد شاعراً حقيقيا ، وسط هذا الركام
من الزيف الذي يسودُ في كافة وسائل النشر أو التواصل المعرفي
و الأدبي ..
بقيَ تعليقٌ منك على القصيدة التالية لواحدٍ من الشعراء ، و أتمنى من خلال تعليقك أن يهدأ خاطري ..
تلك هي القصيدة :
هناك في ثورةِ الخريفِ وملهى موكبِ الغيومِ الخَلوبِ
أنت شيءٌ من الهوى ورِهامٌ ضاع بين الرهانِ والتشبيبِ
باركتَه المُنى وغنّى على مهده ساجعُ العندليبِ
ونسيمُ المروجِ ألقى عليه نفحةَ الخلدِ من ثنايا القلوبِ
ما أُحيلاك عند ذاكَ وأحلى صوتَك الرّخم بالمنى المشبوبِ
لوكان من مهبط الوفاء تدلّى لكنه بالرياء والرجا المصلوبِ
كم تدثرتِ بالمنى وتقلبتِ في شعاب الهوى وبين الدروبِ
وتفرقتِ في مواكب شتّي شلّهن الأسى برحم الغيوبِ
قالت أناجيكَ إنْ طواكَ رحيلٌ ويستطيلُ الأسى عليك نحيبي
سأسألُ الريح والدجى والروابي وأسألُ الشمس في ستور الغروبِ
واستخبرُ الغمامَ أنّي توّلى وهاجعاتِ الطيور عند المغيبِ
ثمّ ما أنْ طوى الرحيلُ ركابي جعلتِ الهوى قرابينه من قريبِ
أنت ... مَن أنتِ؟ أنتِ ضميرٌ حائرٌ في الدّنا بغير رقيبِ
أنتِ ليلٌ على العوالم غطّى ظلامُه النجم في ذهولٍ رهيبِ
أنتِ مجهولةٌ طوافاً ومعنى أنتِ شيءٌ على الوجودِ غريبِ
أيها الليلُ هل وراءك فجرٌ قد ضقتُ من ذلك الورى بنصيبي
فالرحيلُ الرحيلُ عن موطنِ الرجس فرحابُ هذى الديارِ غيرُ رحيبِ
كم تداعى بها المنى وتلاشى مستباحُ العُرَى وشيكُ النّضوبِ
فرّ من عهديَ الذي كنتُ أبغي حالمٌ بالفراديس جمّ الرغوبِ
فتحللتُ من ذلكَ العبيرُ فنفسي لا تطيقَ المِراء بادي الشحوبِ
عِظَمُ الحِسّ والمشاعر أسمى وفوق زيغَ الهوى وفوق العيوبِ
مع تحياتي 
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ
كمال