عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 02/03/2008, 21h41
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,310
افتراضي

1

محمد غالب المهندس




وأبدا الرحله أو قل الإبحار فى بحر الظلمات مع الزجال السكندرى محمد على غالب . ولد سنة 1886 بالإسكندريه لأب هو على بك غالب كان يعمل ضابطا بالجيش أيام ثورة عرابى , وبعد انتهاء الثوره عمل مدرسا للغة الإنجليزيه بمدرسة رأس التين الثانويه .
حصل محمد على الإبتدائيه فى الحاديه عشره من عمره وأتم دراسته الثانويه فى المدرسه التوفيقيه ثم فى كلية فيكتوريا . وكان لخاله الشاعر والصحفى محمود حلمى الأثر الكبير عليه فى تشجيعه وتنمية الإتجاه الأدبى فيه لما لاحظ نهمه فى قراءة كل ما تقع عليه عيناه من كتب الأدب , وفى الخامسة عشره نظم أول زجل له وكان له نصيبا من النشر على يد خاله .
بعد ذلك ألحقه أبوه بالجامعه فى المملكه المتحده لدراسة الهندسه وفيها حصل على البكالوريوس والماجستير , وكان وجوده فى تلك البلاد سبيلا له للتعرف على الأدب افنجليزى والفرنسى مما وسع مداركه وأكسبه ملكة فى التعبير السلس الجميل , ولأن لديه نزعة وطنيه إشترك فى لندن فى تأسيس الجمعيه المصريه التى كان لها دور كبير فى مناصرة قضية استقلال مصر . وقبيل الحرب العالميه الأولى عاد المهندس محمد غالب من لندن الى مصر بعد أن نال شهادة الملوكيه وعضوية المجمع الهندسى بانجلترا , وعقب عودته إلتحق بالحكومة وتوفى أبوه بعد ان ترك له ثروة كبيره وأراضى زراعيه واسعه فى المنوفيه , وكان لهذه الثروه الثر الكبير عليه فى تفرغه لشئون الأدب وفنون الشعر والإستقالة من العمل الحكومى . تزوج من كريمة حسن حارس باشا التى عاشت معه ربع قرن من الزمان لم ينجب منها وعند وفاتها حزن عليها حزنا شديدا ولازمه هذا الحزن الى أن مات , لكنه اضطر للزواج مع تقدم السن وكثرة المراض وأنجب من زوجته الثانيه إبنته أمينه , الى أن توفى رحمه الله فى 4 فبراير عام 1950 وهو فى الرابعه والستين من عمره .
بدأ الكتابة فى الصحافه فكتب لصحيفة الكشكول وروزا اليوسف والأهرام والصباح وغيرها حتى أصدر اخيرا مجلة أسماها النجوم , وفى تلك الحين تعرف على السيده أم كلثوم وهى تخطو اولى خطواتها فى سلم المجد والشهره , كتب الكثير من الأغانى للمطربين والمطربات فى ذلك الوقت كان أشهرها أغنية السيده نجاة على "سر السعاده شفتيك" .
إمتازت أزجاله بالنظم الدقيق واختيار اللفظ المناسب بعيدا عن أى شبهة إسفاف أو حشو فارغ حتى وهو ينقد أو يهجو وكان يطعم أزجاله ببعض كلمات من الفصحى , وامتاز كذلك الى جانب جمال تشبيهاته وخفتها بروح الفكاهة والدعابه

ومن أعمال محمد غالب أقدم هذه النماذج التى تبين مدى اهتمامه ومعرفته بحياة الطبقات الشعبيه وإلمامه بمفرداتها ونمط الحياة فيها رغم نشأته فى بيئة أرستقراطيه , يقول فى أحد أعماله الذى يعتبر رواية كامله منظومه :
أحمد محمد ابن عمك صالح
ولد صبى مرين حلنجى وقارح
رجله اليمين بيزك بيها وسارح
عقله ف غرام بنت ابراهيم "دريه"

***
دريه بنت صغيره وملفوفه
متكحله وعينها الشمال مطروفه
بين العطوف ف الحلوجى معروفه
طول النهار ف الحاره رايحه وجايه
***
لو صدفه يوم مرت قصاد دكانه
لعب لها شنبه وجز اسنانه
والأدهى لو ضحكت يزيد ف جنانه
ينسى الزبون بين الصابون والميه
***
وتموت ف أكل النبق والسنطاوى
وطول حياتها تحب لعب الحاوى
ومن الروايح عندها والجاوى
والمسك فى صندوقها ربع وقيه
***
وعندها خلخال ودبله وساعه
من غير عقارب أصلها ف بلاعه
عتر عليها احمد ف كيس ... وبتاعه
من فوق غطاها مدوره وملويه
***
ويستمر فى روايته المنظومه قائلا .....
كتبوا الكتاب يوم نحس فى الخماره
وشهوده كانوا اتنين من الحماره
مأذون حارتهم جاب معاه صفاره
ماسك فى إيده رغيف وإيد شمسيه
***
كان يومها يوم اغبر ما طلعت شمسه
ربطوا العريس وبيخلعوا له ضرسه
يا ويله من يوم دا اللى يصبح عرسه
زيك يا صالح يستاهل تعزيه
***
حتى يصل الى الزفه فيقول ......
الزفه هلت بالعروسه الويكا
والنقرزان والطبل والمزيكا
حسب الله يضرب من شطارته السيكا
تطلع حجاز والواحده ناقصه شويه
***
الزفه هلت بالعروسه الكاينه
والوقعه سوده من يوميها وباينه
وام العروسه تقول يا ناس مش هاينه
بنتى العزيزه تسكن الفوطيه
***
الزفه هلت والعروسه معاها
تلاتين جدع وفتوه جم وياها
يتيمه من غير أب .. مين يرعاها
ف الزفه غير ضريب عصا وروسيه
***
دخلوا العروسه والعريس بالغاره
بالصدفه فيه ميتم فى راس الحاره
قامت حريقه وكم ضرب صفاره
يوسف محمد عسكرى الداوريه
****
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg محمد غالب المهندس.jpg‏ (18.7 كيلوبايت, المشاهدات 212)
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها

التعديل الأخير تم بواسطة : د أنس البن بتاريخ 29/07/2009 الساعة 10h21
رد مع اقتباس