عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 27/02/2008, 05h06
الصورة الرمزية د أنس البن
د أنس البن د أنس البن غير متصل  
نهـر العطاء
رقم العضوية:688
 
تاريخ التسجيل: March 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 8,311
افتراضي رد: منك نستفيد

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمود مشاهدة المشاركة
أول كلامي سلام ..

كمال باشا ،

الآية "لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرُك اليومَ حديد" وردت في سورة "ق" وأنا أفهمها في سياق الآيات من 16 إلى 22، بداية من "ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه .." وامتدادا حتى الآيتين 34 ، 35 "ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود * لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد". بما يعني أنها متعلقة بكشف الحجب وجلاء البصيرة بعد الموت، وهذا ما قاله أيضا علم من أعلام التفسير كالفخر الرازي. على فكرة .. "ق" و"الحِجر" من أرق السور وقعا وإيقاعا على قلبي وأذني.
تحياتي
محمود


كمال بك
محمود بك
فى قوله تعالى فى الآية "لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرُك اليومَ حديد" معنى مكمل للمعنى الذى ذكره أسيادنا أهل التفسير والتأويل لكنهم فى الأغلب لم يعرضوا له وهو أن الأمر والله أعلم كما قالوا عن كشف الفغطاء عند الموت ليصبح البصر من الحده والجلاء انه يخترق الحجب وتنجلى له الحقيقه , جميل جدا لكن لنتأمل قوله تعالى "فى غفلة من هذا" وهى دعوه من الله تعالى وتعريف لنا أن ما ينكشف عنه الغطاء وما تصل الي شهوده عند الموت هو ليس شيئا عارضا أو خافيا عليك بل هو شأن حاضر لكنك فى غفلتك أى عدم انتباهك لا تراه , كأن الله تعالى يقول للإنسان حاول أن تنتبه فى الدنيا واخرج من تلك الغفلة التى تجعل الشئ أمام عينك لكن لا تراه , يحدثك ولا تسمعه , شئ مشهود مسموع مشموم ملموس لكنك غافل عنه , كما تقول المرأه فى المثل العامى العبقرى "إبنى على كتفى وبدور عليه" وهذا أمر ليس بالغريب ويحدث للإنسان حتى فى الشئون الماديه حيث يحادثك شخص أحيانا ولا تسمعه وعندما يكرر قوله تقول له "هه إنت قلت حاجه , أو انت بتكلمنى , وهكذا" أو يقف أمامك ويشير إليك لكن لغلبة أمر ما عليك ولغفلتك لاتراه , والأمثلة أكثر من أن تقال فى هذا المقام . نخرج من هذا الى أن ندرك حقيقة مهمه ودعوه للتأمل أوجزها شيخى وقرة عينى محى الدين ابن عربى فى قوله إن الحقيقه لشدة ظهورها لانراها , ومن هنا قال أحد العارفين "........ والناس يظنون أنى أكلمهم" , ونفهم من هنا قول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا" وقوله "من أراد أن ينظر الى رجل قد مات فلينظر الى أبى بكر" تأملوا "قد مات" يعنى يرى ويبصر حقيقة الأمر وكما قال مولانا الإمام على "لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا .
خلاصة الأمر أن هذا النص القرآنى يحمل إلينا دعوة من الله تعالى لنخرج من غفلتنا , لنعرف , حتى ينكشف الغطاء فى الدنيا قبل أن تأتى لحظة الموت , ويفاجئ الإنسان أنه عاش عمره غافلا عن الحقيقه مع انه يشاهدها ويسمعها ويلمسها ويشمها ويتذوقها ..... الى ما لانهايه ... والكلام هنا يطول ويطول لكن نمسك عن الكلام فإن فيه ما لا ينقال ..
__________________
أحرث حقول المعرفه
لتقطف سنبلة الفهم
التى بذرتها