[بشير عياد]

رحم الله عمنا العزيز الإنسان الكبير صاحب القلب المرهف الشفاف ، عمنا عبدالعظيم محمد
كانت لي تجربة رائعة معه ، ونلت شرف أن يلحن بعض كلماتي الدينية ، وغناها الفنان محمد الحلو بإذاعة " الشرق الأوسط " ( عقب أذان المغرب ، رمضان 2004 م )، وهي موجودة هنا في " سماعي " على هذا الرابط :
http://www.sama3y.net/forum/showthread.php?t=29347

كان العم عبدالعظيم يشع حبا ونقاء في وجه كل من بالاستديو ، وكان دقيقا للغاية في عمله ، لا يجامل ولا يتساهل مهما يكن اسم من أمامه ، وكانت صدمتي قاسية عندما علمت برحيله إذ طلبتني الأستاذة الإعلامية الكبيرة مديحة الغنيمي ( صوت العرب ) لتعزّيني فيه ، ولم أكن أعلم ، فقد كنت منهمكا في معرض الكتاب ، وكان من الصعب أن أذهب إلى الإذاعة قبل أن تنتهي الفترة المحددة على الهواء ، فتداخلت بالتليفون ( وكان الأستاذ الدكتور زين نصار ضيفا بالاستديو ) ، كنت أتحدث ولا أصدق النبأ ، بالرغم من علمي أنه يعاني منذ رحيل السيدة الفاضلة رفيقة حياته التي تركت فراغا هائلا في روحه ، وبالرغم من احتضان ابنته الوفية له وقيامها بواجبها على أكمل وجه ، إلا أن أشياء أخرى كثيرة كانت كالنصال التي تتكاثر على قلب الرجل ، ومنها هذا الانحدار الهائل في الذوق الغنائي سواء في الإنتاج أو الاستماع ، ثم تجاهل الإعلام للرموز والكبار واعتماده على تلميع المتسلقين والمدّعين الذين أفسدوا كلّ شيء
كنت كلما لقيته ـ بالصدفة ـ بالإذاعه ، أراه يتآكل من داخله ، وكلما سألت أخانا الفنان حسيب عباس عنه يقول لي : " أنت عارف أيه اللي بيحز في نفسه " ، وما أكثر الذي يحز في نفوس كل المحترمين الذين كان هذا الرجل / التاريخ رمزا لهم !!!
رحم الله عمنا الغالي عبدالعظيم محمد الذي شجّعني وأعطاني الأمل وعاملني كواحد من أبنائه ، والحمد لله الذي هيّأ لي فرصة أن يوضع اسمي مع اسمه على مجموعة أغنيات دينية ، هي من أرقى ما كتبت