عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 15/02/2008, 01h55
الصورة الرمزية حسن كشك
حسن كشك حسن كشك غير متصل  
أسد الإسماعيلية
رقم العضوية:27222
 
تاريخ التسجيل: mai 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 2,046
افتراضي رد: الغناء والسياسه

بعدما استمعنا وقرأنا كلمات اغنية
ذكريات
وفعلا هى كانت مجرد ذكريات مرت على خاطر مؤلف الاغنية
لكن كيف يمكننا تصنيف هذه الاغنية - وماهو هدفها ؟ اهى مجرد سرد تاريخى لاحداث متتالية يرى فيها المؤلف انها تحكى تاريخ مصر ام انه سرد لما كانت تعانية مصر على يد الحكام والاحتلال البريطانى وقتها اى ان كل التاريخ قبل قيام الثوره عبارة عن ظلم وخيانات وذل فكان لابد من الثوره.
وكلنا يعلم وقتها ان بعد قيام الثوره تبارى كتاب الاغانى فى مديح الثورة بل ايضا تبارى كبار الادباء والمفكرين فى رسم الصوره القدرية للثورة ورجالها وايضا لبيان الوضع قبل الثورة وبعدها ومازلنا نذكر كلمة العهد البائد والملك الفاسد وغيرها من العبارات التى كانت تملأ الاذاعة والصحافة والجرائد والكتب المدرسية . مع العلم ان احد منا لم يكن يعرف معنى كلمة العهد البائد ( لصغر اعمارنا ) ولكن كل من فى البلد كان مؤمن بتلك العبارات رغم اننا لم نكن نعرف اى شئ عن ذلك الملك الفاسد الذى يقولون عنه ومامعنى فاسد وافسد ايه بالظبط
لكن عبد الحليم يغنى ونسمع له وناصر رئيسنا وكلنا نحبه بل نعشقه ومازلنا - اذا فكل الكلام صحيح
لكن للوقائع التاريخية القوية التى جاء سياقها فى الاغنية مدلولات لم تؤثر فينا بقوة - الاحتلال البريطانى - السفاره البريطانية - اسماء الشوارع والمصانع الاجنبيه ( امال هيقول ايه على اللى بيحصل دلوقت كل الاسامى صارت اجنبيه mackdonalds- kintake- bakary-tryanon-sinaiki) واقسام البوليس التى نرى فيها الشاويش بريطانى وكيفية الفصل العنصرى بين من هو بريطانى وتحت الحماية البريطانية وبين من هو مصرى ( الان صار الفصل العنصرى بين من هو مصرى ومصرى اخر وكلنا نعرف ونحفظ كلمة انت مش عارف ده ابن مين ) واماكن اخرى( حيث ان كلمة اللد والرمله ) كانت كلمة غامضة لنا تقريبا ولم يفسرها مؤلف الاغنية وقتها تفسير كامل وانما ساقها كواقعة لمن يعرفونها وترك تفسيرها لمن لايعرفونها حسب ما يخطر على خاطرهم - رغم اننا عرفنا بعد ذلك ان اللد والرملة هى قرى فى فلسطين - ولاستجلاب مشاعر الحزن الى تلك الواقعة - ذكر استشهاد لاخوه - ولم يكتفى حيث يريد شحن كل حزن واسى المصريين - فذكر خطيبة اخوه - التى قال على لسانها كلمات احالها المؤلف الى جنازة حزينة جدا -حتى نشعر بالفداحة والغيظ ممن ادخلوا اسلحة فاسدة ( دلوقت بيدخلوا لحوم وفراخ واطعمة وادوية فاسدة ) .
والى حريق القاهرة ينتقل بنا المؤلف واقرأو الكلمات واسمعوها
القاهرة .. الساحرة .. الساهرة
ازاى ازاى
كلها دخان و لهب و نيران و صراخ و عذاب و خراب و دمار
بتاكلها النار
وفى هذا المقطع كان صراخ عبد الحليم يشق الجو
كلمات رهيبة بعد الكلمات الرقيقة الجميلة - قاهرة -ساحرة - ساهرة ثم دخان لهب نيران صراخ عذاب خراب دمار
القاهرة تاكلها النار ثم اصبحت القاهرة رماد وغضب ونيران فى القلوب
ثم قامت الثورة
وعادت كل الامور الى يد المصرى وسمع نداء عبد الناصر ( لكن لماذا لم يسمع نداء محمد نجيب ) ليرفع راسه ويعيش حرا
لكن البيت الحاوى العبارات الاتية
كنت فى صمتك مجبر .... كنت فى حبك مكره
اظن ان المؤلف قد اقتبسهما او اوردهما عن مؤلف اخر او قول لجمال عبد الناصر - لان نفس الكلمات بالضبط وردت فى اغنية عبد الوهاب التى اخذت موسيقاها لتكون تتر نشره الاخبار المصرية فى البرنامج العام واظنها اغنية انا يا مصر فداكى
ثم نظره مستقبلية الى الغد وماسيكون عليه
ونتسائل ما هدف تلك الاغنية اهل هى مديح مباشر وبقوة للثورة - ام تثبيت حتميتها فى اذهان المصريين - ام مجرد سرد تاريخى لاحداث مره اعقبها ثوره واحداث اكثر اشراقا وكلنا نحفظ عن ظهر قلب مبادئ الثورة المصرية الستة وكلنا عشقنا الثورة ومازال عبد الناصر وسيبقى فارسنا الاول والاخير - فهل تحققت تلك المبادئ وهل بقى شئ مما تحقق ؟
والى اغنية اخرى
رد مع اقتباس