عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 26/01/2008, 07h32
الصورة الرمزية احمدعلى
احمدعلى احمدعلى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:13006
 
تاريخ التسجيل: January 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 212
افتراضي رد: لحظات زمنية فى رحلة سنباطية الى المدينة الكلثومية فالذكرى السنوية

مادمت لاتخشى صراحتك ولا نتائج هذه الصراحه..

لايهمنى ولكن يجب أن تحسد نفسك على أنك أخذت منى هذا الحديث.. فأنا لاأتحدث مع أحد ولم أقل رأيى فى أحد..

وسقط الكوب من يدى فقد حسدت نفسى؟!
وسألته لا حرج فى أن تصف لى صوت عبد الحليم حافظ وقبل أن اسمع رأيك فاننى أرى أنه من أجمل صوت عربى على الاطلاق .. لاتشبع منه الأذن والنفس أيضا .

عبد الحليم كويس .. ولكن فى بعض الاحيان تجد فى صوته رجفة غريبة لاأعرف هل هذه الرجفة يراها نوعا من تطوير الأداء..أو هل الرعشة خلقة فى صوته..أنا لا أحب ذلك..انه يشبه واحدا يغنى ثم يجئ انسان من ورائه ويهزه من كتفيه..لا أعرف لماذا هذه الرجفة..هل هى حلية فى صوته؟
ويستطرد رياض السنباطى : ولكن عبد الحليم حافظ خامة صوتية حلوة.. جذاب .. باستثناء البتاعة التى فى صوته..
كما أن سبب نجاح عبد الحيلم أنه لم يقلد أحدا قبله يعجبنى فى صوت عبد الحليم انه جذاب وعندما يغنى يوشوشك لكى يوشوشك مرة أخرى وأنت سعيد بذلك .. لابد للمطرب أن يشق له طريقا فى الأداء..وأن يحرص على أن يكون له صوت خاص.. ينفرد به.. ولذلك لا بد أن يتولاه ملحن خاص.. ومن المناسب أن أقول لك..ان المطرب الذى يخرج من الريف يخرج معتمدا على نفسه.. لا على معهد موسيقى ولا كونسرفتوار ولذلك نجدخ يقف على رجليه هو.. ويحاول أن يتقدم وأن يتفوق والا فسوف يضيع.. وهنا فقط تكثر الأصوات الجميلة.. ولا أقول اننا وجدنا الصوت الذى يعوضنا عن أم كلثوم.. هذا مستحيل الا اذا يشاء ربنا هو قادر على كل شئ.

سألت الأستاذ رياض السنباطى : أنت اختلفت مع أم كلثوم؟

نعم..لأسباب مادية،كنت أطلب منها ثمنا أكبر،فكانت تقول :أنت تأخذ مافيه الكفاية، وكنت أغضب منها وأتركها سنة أو سنيتن.. تصالحنى وتدفع لى أكثر مما طلبت..

ولم تغضب منها بسبب أنها غيرت لكن لحنا؟

لا ..أحيانا كانت تقول:أنا لا أستريح الى هذا .. فأقول لها: وهذا احساسى..فأعود الى البيت وأغيره ولكنها تقول:اللحن القديم أحسن.. وأعود أسمع اللحنين.. فأجد أن الحق معها.. ولكن أم كلثوم كانت تغير كلمات الشعراء أنفسهم.. بما فيهم أمير الشعراء أحمد شوقى وأحمد رامى وابراهيم ناجى..انها لاتغنى الا الذى يريحها فالأداء.


وتتباعت السجاير فى شفتىياض السنباطى، مع أن الأطباء منعوه منها ولكنه عاد الى الأرق والقلق.. فلم تكن أم كلثوم مطربة تغنى له.. ولكنها جو غنائى..عام..فهمو ينتقى الكلمات ويدور الحوار.. وهو يذهب والعود معه ليسمعها اجتهاده أو تصوره.. فاذا وجدته مرهقا طلبت اليه أن يكف عن التلحين الا اذا استراح ونام أو اعتدل مزاجه.. وكانت أم كلثوم تداعبه..أو تروى له أخر نكتة حتى تتغير حالته النفسية. فاذا ظهر البشر عليه طلبت اليه أن يبدأ فى التلحين.. وفى احدى المرات دخن رياض السنباطى ثمانين سيجارة.. وكان ذلك نوعا من الانتحار أسفر عن لحن جديد هو (أقبل الليل) وهو من أعز ألحانه اليه رغم أنه لم ينجح جماهيريا..

قلت له: من كل هذه الأغنيات التى عددها 300أغنية لأم كلثوم لا بد أن واحدة منها قد شيبتك..أو كانت صعبة عليك..ولا يوجد مؤلف أغانى أو أدبى أو فنى الا وقف عاجزا حائرا أمام عمل ما..هذا العمل هو المقياس الفاصل على قدرته على التفكير.. مثلا الأستاذ الكبير عباس العقاد قال لى فى احدى المرات :اننى ألفت كتابا عن عبقرية محمد عليه الصلاة والسلام..وكتابا عن عبقرية المسيح وكتابا عن ابليس..وأردت أن أعرف قدرتى العقلية فلم أجد غير محاولة واحدة وأخيرة أن أولف كتابا عن (الله).. وكان هذا الكتاب مقياسا لكل قدرات العقاد.. وبعد ذلك أطمأن على قدرته هذه.. فما هو اللحن الذى ناطحك حى نطحك.. أو حتى تغلبت عليه فالنهاية؟

ربما كان لحنا واحدا هو : الأطلال .. خفت من هذه القصدية جدا .. وقلت لأم كلثوم وأنا ألحن هذه القصيدة .. ياأم كلثوم أنا خايف.. وكنت ألحن هذه القصيدة وأنا فالعجمى.. وكانت هى فى قصر الضيافة.. وكانت ترد قائلة : ياجدع أنت لك حاجات غريبة.. من أى شئ أنت خائف؟ عيب.. ولكنها كانت تحس باللحن وعمقه وعلى يقين من نجاحه.. أما أنا فلم يكن عندى هذا الاحساس .. وأجرينا البروفات الضرورية لهذا اللحن، وتحدد موعد غنائه.. أجرينا البروفات فى مصرفون..ولكنها همست فى أذنى وقالت لى : رياض قلت لها : نعم..

قالت لى : لا داعى لأن أغنى هذه القصيدة فى الحفلة..وكانت الصحف قد نشرت أن أم كلثوم سوف تغنى هذه القصيدة.. ولما سألتها عن السبب قالت : أنا أيضا خائفة فالأطلال قصيدة عملاقة لا لأنها من تلحينى ولكنها بالفعل كذلك.. ولم تغنى أم كلثوم هذه القصيدة.. وبعد ذلك بشهر أجرينا البروفات..

وقلت لها:مارأيك لا داعى لأن تغنى هذه القصيدة أيضا وسألتنى اذن متى أغنيها؟.. فقلت لها: عندما تستريحين تماما..

وسألتنى :متى؟ قلت لها :بعدين.. ثم غنتها بعد ذلك وشاء القدر أن تنجح ولم أنم تلك الليلة.. ولا نامت أم كلثوم وبعد الحفل الساعه الثامنه صباحا اتصلت بى أم كلثوم وقالت لى مبروك قلت لها : الله يبارك فيك. أنا حاسة أن جبلا ارتفع من فوق دماغى .. وهذه هى الأغنية الوحيدة التى أخافتنى .. وأحب أن أقول لك شيئا غريبا.. فأنا لم أحضر حفلة واحدة لأم كلثوم ولا أستطيع .

مرة واحدة قالت لى أم كلثوم : ان الرئيس جمال عبد الناصر يحبك ويريد أن يراك فى ذلك اليوم ذهبت الى نادى الضباط بالزمالك..وغنت لى أم كلثوم(طوف وشوف) وكنت أقود الفرقة الموسيقسة والكورال..واستمعت الى أم كلثوم وأحسست بالناس وهم يتجاوبون معها.. ولكن لما أسمعها جالسا فى الصالة بين الناس.. صعب.. ولم يحدث أبدا.. وانما أستمع اليها فى البيت فى غرفتى وحدى .. مع أجهزة التسجيل الكبيرة التى عندى.. اسمعها وأنا ارتجف..وجسمى كله مبلل بالعرق البارد.. ولا حتى نتيرة المهدية التى لحنت لها أكثر من عشرين لحنا لم أستمع اليها..

وكان الأستاذ رياض السنباطى قد أزعجته المقارنة بين أم كلثوم وأية مطربة اخرى وخصوصا منيرة المهدية،فعاد يقول: عندما كانت أم كلثوم تتقاضى ثلاثين جنيها فى القاهر كانت منيرة المهدية تتقاضى مائة ومائتى جنيه ذهبا..وكان مجلس الوزراء ينعقد فى بيتها لا للسماع اليها ولكن للنظر فى شئون مصر.. وفى حفلاتها كان الناس يشعلون لها السيجارة بورقة من فئة المائة جنيه..وكانت منيرة تردد الأغنيات العارية القبيحة..
والناس حولها يسكرون ويترنحون.. وعندما ظهرت أم كلثوم كانت منيرة قد غنت على الأقل ستين أغنية، من بينها أغنية مشهورة اسمها أسمر ملك روحى، ولكن أم كلثوم احترمت نفسها جدا وكانت محتشمة ومتدرينة..ورفضت الغناء بأية صورة لاتحفظ لها كرامتها ..وكانت أم كلثوم لا تأكل الا تفاحة ولقمة عيش قبل أن تغنى..بعض المغنيات يذهبن مخمورات.. ويشجعن الناس على السكر والعربدة.. ولكن أم كلثوم من طراز أخر من خلق الله..وقد اختز عرش منيرة المهدية يوم ظهرت أم كلثوم بأغنية (ان كنت أسامح ) وأغنية (ياست ليه المكايد).. بل ان أم كلثوم كانت اذا زارتنى فانها تطلب الى أن أسمعها تسجيلا للشيخ محمود صبح..انها تحبه جدا..وهذا يدلك على ذوقها الشرقى الدينى الصميم..ففى ثلاثية صالح جودت غنت أم كلثوم أيه من القرأن وغيرنا فيها حتى لا تبدو على انها هيئة قرأنية وهى (والضحى والليل ماسجى) ولم نقل (اذا سجى) ..حتى لايقال أننى ألحن القرأن ونما هى محاولة من بعيد، يرحمها الله..

ويعلق كاتبنا الكبير أنيس منصور قائلا : الأستاذ رياض السنباطى ليس بخيلا،ولكنه حريص جدا..وهو يغلق كل شئ بمفتاح..علبة السجائر يضعها فى درج والدرج فى دولاب والدولاب له مفتاح.. والدولاب فى غرفة لها مفتاح.. فالفنان لا يملك الا طاقته..والطاقة محدودة فلا هو أرض تزرع ولا مصنع يهلك ويستهلك وله قطع غيار.. وانما الفنان له قدرة على الابداع، تنضج وتسطق معه والذى لايملك القرش لايساوى القرش..وأنت تساوى مافى جيبك ..وجيبك أقرب من جيب غيرك ..والبخل خير من سؤال البخيل..فاحفظ قرشك يحفظك.. وأحفظ طاقتك الى أخر كلام الناس الذين بعرفون طعم الكلمة الموجودة التى يقولها لك انسان اذا ماسألته قرشا ولم يعطك.. ولم يخل هذا الحديث مع رياض السنباطى عن أم كلثوم مع رياض السنباطى من هذه الدعابة، فأم كلثوم قد ذهبت لتغنى له فى فرحه .. وجاءت مع فرقة كبيرة وغنت حتى الصباح ،ورغبة منها فى تحية السنباطى غنت له أحد ألحانه.. غنت له : ياطول عذابى..
وقال الناس: ماهذا؟ ياساتر يارب.. ولما سألوها قالت: طبعا ياطول عذابك الذى سوف تراه بعد الزواج.


رجاء من كل من قرأ هذا الحوار الدعاء لسيدة الغناء العربى ام كلثوم والاستاذ رياض السنباطى بالرحمه

منقول من مجلة الشباب وخاص بمنتدى سماعى للطرب الأصيل فقط
رد مع اقتباس