قادتنى قدماى الى الضفة الشرقية لقناة السويس
وقفت اتأمل مياهها وانظر الى السفن العابرة خلالها - واتتنى الذكريات مع نسمات الهواء الباردة فهيجت افكارى كما هيجت مياه قناة السويس واثارت فوقها موجات صغيرة
اخذت انظر الى القناة واتذكر اجدادنا وتخيلتهم وهم يحفرونها ويحملوا رمالها وطينها على ظهورهم وبأيديهم المجردة وعذابهم فى ذلك بل وموتهم وطمر المئات منهم تحت رمالها خاصة فى منطقة الدفرسوار (diver soair ) مش عارف كتبتها صح بالفرنسية والا لأ لان معناها الليلة الرهيبة حيث انهار جزء من جدار ضفة قناة السويس ليلا ودفن تحته حوالى 400 مصرى ممن يحفرونها
تذكرت احمد عرابى ودفاعه عنها اثناء الغزو البريطانى لمصر - تذكرت تأميم الخالد عبد الناصر لقناة السويس وفرحة الشعب المصرى لعودة حقه وتذكرت حرب 56 - 67 - 73 والاف الشهداء دفاعا عنا واستردادها
وتذكرت معها كل الاغانى التى كانت تحمس اجدادنا وابائنا وتحمسنا وتبث فينا الوطنية وتهون علينا الروح فى سبيل رمال ارض مصرنا
تذكرت كل ذلك وانا انظر الى القناة -
تسائلت بينى وبين نفسى وقد مرت سفينة بضائع اسرائيلية - ثم بعدها بزمن قطعة بحرية امريكية
كم تغيرت الامور - اين ذهبت الاغانى الوطنية والسياسية - اكانت حقيقة وصدق - ام كانت مجرد اكاذيب ووسيلة من وسائل الحكام للتأثير علينا - اهل كانت الاغانى الحماسية والسياسية كذبة كبيرة صدقناها - اين دع سمائى فسمائى محرقة - دع قناتى فامياهى مغرقة واتى عبر الخاطر صوت ام كلثوم - محلاك يامصرى وانت عالدفة - اهل كانت تكذب علينا بتوجيه من القيادة السياسية وقتها -
اتلك هى قناة السويس التى تغنى بها كل هؤلاء - اتلك هى من دفع ابناء مصر دمهم فى عبورها ولماذا وانا ارى السفينة الاسرائيلية تمر بكل راحتها وتهاديها فى مياه اكاد اراها حمراء من كثرة الدماء التى سالت
ما اكذبك ايتها الاغانى السياسية