حفلة الأولمبيا 1967
الجزء 4 : ( أحد القادة العرب يحضر الحفلة متنكّرا !!! فمن هو؟)
.
كانت الصحافة الفرنسية في حيرة أمام هذا الحدث الفريد، فهي لم تتعود على هذا الإفراط في الحماس و الحب من قبل المتفرجين. و قالت لوفيغارو Le Figaro في عددها الصادر يوم 14/11/1967 : لأوّل مرّة منذ أن وجدت قاعة الأولمبيا، جرت الاستراحة بعد الوصلة الأولى. دامت الغنية الأولى، في الحقيقة لمدة ساعة و عشرين دقيقة. كان هذا الشيء غير عادي. كنا نرى في القاعة عمّال و بنّاءون و سفراء جنب إلى جنب. ملك الأردن الحسين كان متنكرا و متخفيّا بين الحضور في القاعة (و يضيف الصحفي: هذا ما أكده لي كبارالمسئولين في الألمبيا).أم كلثوم التي أتت قبل ساعة و نصف من الميعاد، رفضت الصالون المملوء بالورود، الذي خصص لها، لتجلس وراء الستارة فانتظار الجمهور كجنرال في ساحة المعركة. و تقول صحيفة لومند Le Monde في عددها الصادر في 12-11-1967 : هاهي قد حضرت بيننا التي تسمّى في القاهرة...الستّ (..كتبتها لومند El Sett) الشامخة.. . صوت من الديباج و الحرير... الهامة فرعونيّة..... و تضيف الصحيفة : كيف نقول من هين كيف نقيس في الغرب من هي أم كلثوم؟ ماريا كلاّس Maria Callas (أشهر مغنية أوبرا في العام ) التي تكون في نفس الوقت إديت بياف Edith Piaf (المغنية الفرنسية المشهورة و وقتها) و قد لا يكو ن هذا كافيا. و نستطيع أيضا الكلام عمّا تمثله بيسي سميث Bessy Smith للسود الأمريكان......
وعادت لومند في عددها الصادر في 15/11/1967 بقلم إيريك رولو Eric Rouleau (هو مصريّ المولد و عينه الرئيس ميتران في الثمانينات سفيرا لفرنسا في تونس): * كوكب الشرق* في الأولمبيا و أضاف: الستارة ترفع.. وها هي الأمبيا تهتزّ تحت التصفيق و الهتافات لكوكب الشرق التي شدّت العرب في إمبراطوريتها منذ عقود...
لا تحب المصريّة، في العادة مفارقة عاصمتها. يأتي الناس لسماعها كما يذهب الحجاج إلى مكة.(هذا كلام لومند، حرفيّا)...
كل السفراء العرب من المحيط إلى الخليج كانوا حاضرين. حضر في هذا الموعد أيضا أمراء و رجال أعمال من العربية السعودية من الكويت و من المغرب و غيرها م نالبلاد العربية. لم يريدوا تضييع فرصة حضور الحفل الذي تواصل حتّى الساعة الثانية من الفجر...
تواصل لومند : بدأت أم كلثوم المقطع الذي قيل أنه المفضّل لدى الرئيس عبد الناصر (أعطني حريتي أطلق يديا..).
رأينا الحزن العميق الذي خيّم على القاعة، ينجلي فجأة حين أنهت أم كلثوم الكوبليه بصرخة ثائرة (ما احتفاظي بعهود لم تصنها...وإلا م الأسر والدنيا لديّ)...الأولمبيا تتحول إلى الفال ديف Vel'd'hiv ( قاعة شهيرة وضخمة لسباق الدرجات). كان الناس جميعا واقفين و يصفقون و يصرخون. تخطى بعض الشباب طاقم النظام و غمروا خشبة المسرح و أحاطوا بالفنانة و قبّلوا يديها و أطراف فستانها.........
أنهي هذا السرد لبعض الحكايات عن حفلات الألمبيا الشهيرة و سأبدأ إن شاء الله قريبا سلسلة حكايات طريفة و نادرة عن حفلات أم كلثوم بتونس.
.
الى اللقاء قريبا في..
.
حفلة تونس 1968.
.
الجزء 1: (هل سيتسبب مجيء أم كلثوم لتونس فارتفاع حالات الطلاق؟؟؟؟؟؟؟)