أول كلامي سلام ..
لم يكن كل شعر السياب سوداوية وألما ونحيبا. فهو من قبل ومن بعد إنسان يعتريه الحزن والفرح والغضب والثورة والعشق والروحانية ، وهو في كل هذا كان يكتب وينثر زهور أشعاره علينا. وهذه قصيدة رقيقة للسياب. يبرز فيها من ذاته جوانب أخرى ..
أغنية الراعي
دعي أغنامنا ترعى حيال المورد العذب
و هيا نعتلي الربوة يا فاتنة القلب
فنلقى تحتنا الوديان في ليل من العشب
خيالانا به طيف من الآمال و الحب
خطايا تبعث الذكرى بقلب الورد و الزهر
سيبقى في غد منها صدى ينساب في النهر
و في الأنداء ما ذابت على وقع خطى الفجر
و في أغنية الرعيان ما بين الربى الخضر
سئمنا العالم الفاني و الناس و مرعانا
لقد سجنوا بأغلال من الأنظار نجوانا
سننشد في أمان من عيون الناس مأوانا
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا
و من أثواب قطعانك يا ريحانة العمر
نحوك شراع زورقنا و نطوي لجة العمر
نغني الموج أغنية الرعاة على الربى الخضر
لقيثار روى أنغامه عن ربه الشعرا
نؤم جزيرة منسية في بحرها النائي
طوى الموج بشطيها جناحيه بأعياء
إليها أومأ المجداف لما ضلها الرائي
و أضحى دمعه يرسم أقمارا على الماء
سنبني كوخنا تحت الغصون بجانب النبع
و نملؤه بما شئناه من زهر و من شمع
و أنغام رواها الوتر السكران بالدمع
و عطر قطفت أزهاره من ذلك الجذع
ستهوي شفتانا فيه نحو القبلة الأولى
فيصغي في صداها خافق ما زال مبتولا
إلى همس المجاديف طواها الليل تقبيلا
إلى نجوى الينابيع بروض بات مطلولا
تعالي نهجر الآثام و الناس و دنيانا
لأرض سبقتنا نحوها بالسير روحانا
هناك نرى المنى و الحب و الأحلام ترعانا
ضعي يدك الجميلة في يدي و لنذهب الآنا
======================
مجرد اقتراح..
كانت للسياب محاولات متعددة لتجديد بناء القصيدة العربية ، وهو رائد من رواد التجديد في الشعر بل لعله الرائد الأول للشعر الحديث (على خلاف في ذلك).
أقترح على شعرائنا الأفذاذ في المنتدى وهم كثر أن يتفضلوا فيشرحوا لنا جوانب التجديد في تجارب السياب الشعرية وكم أثمرت من نجاحات ، ومدى تأثيرها في الشعر المعاصر.
تحياتي
محمود
__________________
علموا قلب الحجر يوصف معارك الانتصار
علموه يبقى سفير الدهر ليهم بالفخار
كان نهار الدنيا مطلعش وهنا عز النهار
....