الغناء الصوفي في تونس قبل وبعد الحضرة
لقد فاجأني سمير العقربي في حديثة التلفزي "موزيكا و فرجة" حين قال أن التوانسة قبل عرضه الحضرة لم يكونوا من مستمعي الانشاد الصوفي و أنه عندما كانوا يجدون مثل تلك الأناشيد تذاع يغلقون المذياع. هذا التصريح فيه خلط وبعض الافتراء. الانشاد الصوفي المعروف بالسلامية بمختلف طرقها والعيساوية بأصنافها موجود ومحبوب قبل الحضرة و بعدها. لكن بعض الصحة في هذا التصريح يتمثل في أن بعض الوصوليين من شعراء البلاط كانوا يركبون على الحان السلامية المعروفة كلمات من المدح القمىء للزعيم الأوحد ويسمّمون بها آذان الشعب كل صباح في فقرة كانت تسمى بالأناشيد الوطنية. ولم يكن لها علاقة بالوطن انما بشخص ونرجسية بورقيبة الذي كان معروفا عنه الاستماع الى المذياع في الصباح الباكر. ولا اريد أن أدخل هنا في جدال عقيم حول الزعامة والسياسة فهذا أمر مقرف، كما أرجو ألاّ اكون قد جرحت مشاعر بعضكم.
اريد أن أرجع بكم لأغاني السلامية التي لم تعرضها الحضرة لكنها تبقى في غاية الجمال الشعري واللحني.ان التراث الشعبي في غنى عن المتشعبطين باسمه وتحت عباءته مهما يكن لهم من فضل في تسويقه. التراث ملك الشعب الذي حافظ على الجميل والأصيل في ذاكرته الحية.
تحياتي
واستماعا ممتعا
|