عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16/12/2007, 00h40
الصورة الرمزية مصطفى
مصطفى مصطفى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:49344
 
تاريخ التسجيل: July 2007
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
العمر: 49
المشاركات: 427
افتراضي ابن أبي حفصة

ابن أبي حفصة
105-182هـ / 723-798م
مروان بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة: شاعر، عالي الطبقة، كان جده مولى لمروان بن الحكم و قد أعتقه يوم الدار.
و يوم أُعتِق قال:

بنو مروان قومي أعتقوني // و كل الناس بعدُ لهم عبيد

نشأ في العصر الأموي باليمامة حيث منازل أهله، و أدرك العصر العباسي فقدِم بغداد و مدح المهدي و الرشيد، و معن بن زائدة و جمع من الجوائز و الهبات ثروة كبيرة. و كان بنو العباس يهبونه كل بيت من الشعر يمدحهم به ألف درهم.
تقرب إلى الخليفة هارون الرشيد عندما هجا العلويين.
لم يكن مروان ماجنا و لا زنديقا و إنما كان أشد الناس انصرافا إلى اللهو و العبث. كان يشرب الخمر لكنه لم يكن مدمنا كالشاعر أبي نواس و لم يتغن بالخمرة في شعره. و كانت أسرته متصلة ببني أمية و محسوبة عليهم. هجا العلويين و أنصارهم بقصيدة منها هذا البيت الذي أدى إلى مقتله:

أنى يكون و ليس ذاك بكائن // لبني البنات وراثة الأعمام

و كان يريد بهذا البيت أن العباسيين أحق بوراثة النبي صلى الله عليه و سلم، لأن أباهم العباس عم النبي (ص) هو الأحق بوراثة ابن أخيه من الأسباط بحكم الفقه و الميراث. و قد وقع هذا البيت على العلويين و أنصارهم وقوع الصاعقة فاشتد سخطهم عليه و أضمروا له الشر و مازالوا به حتى قتلوه.
أما وقع البيت على العباسيين فكان أحسن فأصبح مروان شاعر العباسيين. و كانت له مكانته لدى المهدي و الهادي و الرشيد و كانت له عليهم دالة. و قرر ديوان الخلافة أن جائزة مروان يجب أن تكون ألوفا تعادل أبيات قصائده عددا. فكان إذا بلغ بقصيدته مائة بيت بلغت جائزته مائة ألف. و هذا ما أغاظ الكثيرين من الشعراء و منهم أبان بن عبد الحميد.
و كان ابن أبي حفصة شرِها إلى المال لكنه لم ينتفع به و إنما عاش حياة بؤس و حرمان رغم حبه للهو و العبث، فأصبح من أبخل الناس بل قيل أنه أبخل شاعر عرفته العرب آنذاك.
روى صاحب الأغاني عن رجل يقال له صالح بن عطية الأضجم أنه قال: لما قال مروان قصيدته و منها البيت: أنى يكون و ليس ذاك بكائن... ألخ.. عاهدت الله أن أغتاله في أي وقت أمكنني. و مازلت ألاطفه و أكتب أشعاره حتى خُصصت به فأنس بي جدا. و عرف بنو حفصة ذلك فأنسوا بي و لم أزل أطلب غرَّة حتى مرض من حمى أصابته فأظهرت له الجزع عليه و لاطفته حتى خلا لي البيت يوما فوثبت عليه و أخذت بحلقه فما فارقته حتى مات. و خرجت و تركته. فخرج أهله بعد ساعةفوجدوه ميتا و ارتفعت الصيحة فحضرت و تباكيت و أظهرت حزني عليه حتى دفن و ما فطن أحد بما فعلت و لا اتهمني به أحد.
و يستجاد لمروان بن أبي حفصة قوله في بني مطر:

هم القوم إن قالوا أصابوا و إن دعوا // أجابوا و إن أعطوا أطابوا و أجزلوا

هم يمنــعـون الجـــار حتى كأنـــــما // لجــارهم بين السِّمــاكــيْن مــنزل
لا يســتطــيع الفاعــلون فِعــالهـــم // و إن أحسنوا في النائبات و أجملوا

و كان مروان معجبا بنفسه لا يقدم عليها أحدا بعد الشعراء الثلاثة: الأخطل و الفرزدق و جرير فنظم قصيدة دعم فيها رأيه فيهم و في نفسه. جاء فيها:
ذهب الفرزدق بالفـخار و إنمـا // حلـْو الـقريـض و مـُرُّه لجـريـر

و لقد هـجا فأمضَّ أخـطل تغلب // و حوى اللهى بـبـيانه المشهور

كـل الـثــلاثـة قـد أجـاد فمـدحـه // و هـجـاؤه قـد سـار كل مسـيـر

إنــي لآنـف أن أُحَــبِّرَ مِــدحـة // أبـدا لغـــير خلـيفــة و وزيــر
ما ضرني حسد اللـئـام و لـم يزل // ذو الفضل يحسده ذوو التقصير
__________________
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضـــه فكل رداء يرتديه جميـــــــــــــــــــل
و إن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل
رد مع اقتباس