رد: الأناشيد الإسلامية في عصر الهيمنة الأمريكية
مقال جيد وفيه رؤية واضحة تعبر عن موقف صاحبه ..
وأتصور أن الغناء الذي يطلق عليه اسلامي يحتاج الى اعادة توجيه أو اعادة ضبط بوصلته !!
فالمنشدون المذكورون في المقال بدءا من الشيخ علي محمود مرورا بالنقشبندي يرحم الله الجميع كلهم كانت أغنياتهم أو أناشيدهم أو تراتيلهم تدور في فلك التسابيح والتمجيد لله تعالى وبين ذكر وتعظيم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم في القلوب ..وهذا الفرع من الغناء أو الإنشاد كان يروق - في وقته - لقطاع كبير من المستمعين ، وكان له جمهوره العريض. وقد كان ذلك في وجود الأغاني العاطفية والإستعراضية .!!
أما من يسمون أنفسهم حاليا بالمنشدين الدينيين أو الإسلاميين ، فهؤلاء لا جمهور لهم الا الفئة المتدينة أو بالأحرى التي تحرم الموسيقى !!
ومن هنا جاءت كل أو معظم أغانيهم - أو أناشيدهم كما يحلو لهم أن يسموها - جاءت موجهة لتلك الفئة فحسب ..!! وبناءا على ذلك جاءت في معظمها تحمل نفس ما كان يقوله النص المغنى على ألسنة الفطاحل السابق ذكرهم ، ولكن مع الفارق في ركاكة الكلمات وضحالة التعبير الموسيقي ، ناهيك عن تواضع الأصوات المؤدية ..!!
في تصوري ان هؤلاء عليهم أن يخرجوا ويخرجونا معهم من دائرة التسابيح والمديح النبوي، فلدينا منه تراثا مازال يقف بشموخ وعظمة ، ويخرجوا ويخرجونا معهم من دائرة الغناء أو الفن الفئوي الى مخاطبة المجتمع ككل ، ويتفاعلوا مع أحداث الدنيا ، ولا يشعرونا - من خلال أغانيهم - بأن الحياة لا تخرج عن كونها ميلاد .. وصلاة .. ثم موت وقبر مظلم تملؤه الديدان !!
هناك قضايا مصيرية لم يتحرك تجاهها هؤلاء بالشكل المطلوب انما كان تحركهم اليها عاطفيا بحتا لا يقدم حلولا ولا يحرك مشاعر ..!!
أرى ان تسبيح الله يمكن أن يتم عبر فهم مدلول آياته في الكون وكيف نتعامل معها ونتفكر فيها ونحن المسلمون الموكل الينا فريضة التفكر .. أوكما قال عباس العقاد يرحمه الله : ان التفكر فريضة اسلامية !!
ان تقديم أغان أو أناشيد تدعو الناس - ككل وليس المتدينين فقط - الى تعاطي الدين بشكل يدعو الى تغيير السلوك وتطوير المجتمعات المتخلفة وشحذ الهمم تجاه القضايا المصيرية هو أفضل عندي من التغني بالماضي وتسبيح وتهليل لا يخرج عن دائرة الدروشة !!
|