قال لي شيخي
كلاما غريبا سأقصه عليكم
أولا هو لا يرى أن هناك شئاً اسمه اللا شعور
فاللا شعور هذا هو شعور كامل بوعي تام غير مدرك للوعي الظاهر المباشر
يُحرك هذا الوعي الغير مدرك أو ان جاز لنا تسميته بلغة الصوفية
( الباطن)
ويرى أيضا أن هذا الوعي الباطن والظاهر مجتمعين هما نصف الدافع لكل النشاطات الإنسانية بما فيها الفن والنصف الآخر يأتي من خارج الإنسان من مجمل تفاعله مع التاريخ ( بمعنى اللحظة الكونية ) والجغرافيا بمعنى خصائص المكان
فالأرض تًملى على الفلاح مايقوم به وتثقفه وتمنحه أسرار البذرة كي تنمو ثمرة
والبحر يعلم صياده في جدلية أسراره
كذلك يغني الفلاح بصوت الطين وبحفيف الشجر وبزهو السنابل وبمتداد السهول الخضراء وببساطة انسياب الماء
وكذلك البحار تسمع في غناءه صوت البحر وايقاعه وتشعر بالقدرية والمجهول في حسه
وكلما خبر سرا ظهر في غناءه وكلامه وابتسامته
مكونا شعورا فرديا يصب في نهر الجماعة
هذا عن الجغرافيا
أما عن الزمان ( التاريخ ) فهو الشق المسئول عن تحريك وتطوير وتنقية هذا النهر الجمعي للإبداع
فما كان ينتجه الإنسان بالأمس قد مسه اليوم أطياف من مختلف مسارات الكون غيرت من شكله الخارجي
( هو لا يعني هنا الميتافيزيقا)
وكل جغرافيا تتلقى وترفض من هذه الأطياف ما يتوافق مع مكونها
ليبدعه ابنها الإنسان شعرا او نغما اوأي من نشاطاته التي يحتاجها
***
هذا ما جاد به شيخي
ولست مسؤلا
عن محتواه
__________________
دمتم
بحسن السمع وطيب المقام