خذوني معكم .. فقد كنت هناك ايضا .. و رأيته .. كانت جلستنا الاخيرة عند الاشجار المورقة بالخفافيش ، و الشمس تمسح اصباغها الواهنة ، بدا متفائلا هذه المرة ، و حبات الرمل تلهو بغواية الريح ، رفع جفنه المتغضن و قال و هو يرتب الخمر و التبغ :" من اي حمأ جاء السلاطين و من اي طين صنع الله الشعراء ؟ " تشكل الدخان عند خيشومه راسما اقنعة للسحرة و الاكاسرة و عواء الذئاب ، مسح من عينيه ترجيع لغناء الحدائين و قال :" عندي يقين انك ابن موت و ان الموت لك ابن و انك (لست بمفتدى .. فبلادك انعصفت و سيق هواؤها و ترابها سيباً *) "
سرت اتبع ظلال النياق الشريدة .. ادور بقرب افلاك الدراويش و الصعاليك احلق بالبشارة و النذير .. ثم رأيتني على اعتاب الصفاء ، اشم الرياحين قادمة من عباءة سيدي .. يالله .. العباءة قادمة بجلالها الان ...
يا الله
يا الله
لقد رأيته ..
يا الله
لقد مضى
* من قصيدة هذا الليل يبدأ للشاعر الكبير محمد عفيفي مطر