بسم الله الرحمن الرحيم
أرى أن الغُرور حالة مرضية خطيرة
يُصاب بها بعض الناس، لأسباب عدة قد تشترك في أمر واحد، ألا و هو الغُلو في الإعتزاز بالنفس، أو الكبرياء المبالَغِ فيه مما ينقلب سلبا على صاحبه،
و قد يكون ذلك بسبب امتلاك الشخص لصفات تُميزه عن الذين يحيطون به، في دائرة محدودة، فيتولد لديه الإحساس بأنه الأسمى بين الناس جميعهم، فتكون لديه درجة من الأنا تجعله لا يرى قدرات من يعتقد أنهم دونه، و بذلك يكون الغرور مثل السراب، و هذا يتماشى مع التعريف القائل بأن الغرور هو الأباطيل، حيث يزداد اعتزاز الشخص بنفسه و يبدأ في نسج صور خيالية لنفسه دون أن يدري بأنه يتوهم ذلك و دون أن ينتبه إلى أن تلك الصفات التي يتزين بها هي مجرد تهيؤات، أو مجرد تضخيم لها.
و قد يكون الغرور مرتبطا بسِنٍ معينة، خاصة فترة المراهقة، حيث تحدث تغيرات للشخص تجعله يلتفت لنفسه بشكل كبير، فيتمادى في الإعتزاز بها، و قد يكون نتيجة للتفوق في العلم أو في العمل أو غيره من الأمور التي يشترك فيها جميع البشر، لكن يكون الإختلاف في درجتها من شخص لآخر.
و قد يكون الغرور من سمات الدول كذلك و ليس الأفراد فقط، و هنا أستحضر قول مادلين أولبرايت حيث قالت يوما: "نحن الأمة التي تعلو فوق كل الأمم، و بفضل علونا نستطيع أن نرى أكثر من الآخرين"،
و الشائع في تعريف الغرور هو أنه ما اغتر به من متاع الدنيا.
أكتفي بهذا الآن و ستكون للحديث بقية إن شاء الله.
و السلام عليكم
__________________
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضـــه فكل رداء يرتديه جميـــــــــــــــــــل
و إن هو لم يحمل على النفس ضيمها فليس إلى حسن الثناء سبيل