عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 09/12/2007, 07h07
الصورة الرمزية سمعجى
سمعجى سمعجى غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:43091
 
تاريخ التسجيل: June 2007
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 895
افتراضي رد: الرتوش الأخيرة فى لوحة الخيل و البحر

إذن هو الشـِّعر ؟! .. مأساتي يا شاعرنا َأنِّي رأيتـُهُم كما قلتُ لك .. كنت شاهدَ عَيان .. أذكـُرُ ، وقفتُ ذاهلا ً خلف النافذة الزجاجية ، و هم مَرّوا أمامي ، واحدا ًتلو الآخر .. تأملتهم .. لولا المطر الذي كان ينزف فوق الزجاج ، لكنت نظرتُ في أحداقهم ..

أذكر يومها أن َّ سِنَة ً من النوم أخذتني ، و أفقتُ ،
فإذا بي فــَراشة .. نعم فـَراشة .. تمحورتُ إلى فـَراشة ..لي جناحان قزحيان أرف بهما ،
و غمرتني سعادة لا متناهية ، فرحة بريئة و طاغية ، كأنما صرت كيانا ً نورانيا خالصا ً، و نسيت ..

نسيت الحذاءَ الأحمرَ ، و الشجرةَ الثكلىَ ، و البحرَ العجوز ، فقط صرتُ
ذاتا ً نورانية ً في ذاتٍ نورانية ، و روحا ً مُصَفَّاة تعيد صياغة علاقة الألوان بالنور ، و تفتح طاقة ً لا حدود لتجلياتها ، و طرت .. طرت ..
لا تحُدُّني مسافة و لا زمن .. شفافا ً كنتُ كحَبَّةِ النـَّدى ..طرت مستسلما ً
لمشيئة نورانية ، لا حزن ، لا ألم ، لا بكاء ، أنا أنا ، أنا أنا ، لا أساوي إلا ذاتي ، ذاتي المتوحدة به ، كلانا واحد ، أنا هوَ ، هوَ أنا .. ممتزجان ، متوحدان .. لسنا اثنين .. بل واحد .. كون ٌ بلـُّوريٌ يتلاشى فِيّ ..عَرشٌ من نور يتغمدني ..

ساعتها .. هَمَّت بي .. هَمَّت بي يا سيدي هَمَّت بي ..
قلتُ لها ( آنَسْتـُكِ نـُتـَفا ً من ثـَلج ٍ يتوهَّجُ في بدني ) ..

قلتُ ( نوران ِ امتـَزجا.. فانفرط اللؤلؤ فوق وشاح الليل نجوما ً بيضاء وحمراء و زرقاء .. و انعكست أضواء .. و تجلـَّى سِرُّ الياء .. في ملكوت الأسماءِ .. فيا سبحانك يا سبحانك يا سبحان النور )

قلت لك أيها الشاعر ، أنني كِدتُ أحَدِّقُ في عيونهم .. كدت أصرخ فيهم ،
خذوني معكم .. فقط سأحمل معي حذائها الأحمر .. فقط .. شارة حُزني الأبدي .. لكنني وقفتُ مثل عَمودٍ من المِلح .. مثل تمثالٍ أبكم من الرخام ..

مَرُّوا و تركوني .. تركوني أنعي حبيبة ً ، و أنعي وطنا ً ، و أنعي ذاتا ً ..
و عدت يا سيدي ، عدت آفِلا ً منطفئا ً ..عدتُ ، لا كما كنتُ ( هيكلا ً آدميا ً شاخصا ً أمام حذاءٍ أحمر ) بل عُدتُ فـَراشة ً بلا جناحين ..
دودة .. مجرد دودة .. حين تفقد الفراشة جناحيها ، لا يبقى منها إلا الدودة ..
دودة تزحف على الأرض ..
تُمَاشي واقعها .. تخضع لقوانينها الفيزيائية الجديدة .. تَرى أمامها تماما ..
ليس أبعد .. تلوكُ في صمتٍ ذاكرتها القديمة حينما كانت فـَراشة .. فتسخر حينا ً ، و تتكوَّرُ حول نفسها منسحقة ً و متهاوية ً أحيانا ً ..لا تجرؤ على الإنتحار .. و تجرؤ على الضحك المستعار .. ضحك يصدرُ من قلبٍ يشبه ورقة شجر ذابلة ...



أستاذنا الشاعر الناقد يوسف أبو سالم ..
قرأتُ كلماتك التي أشجتني .. و لا أدري كيف تلبستني تلك الحالة التي كتبتُ بها ما كتبت .. لعله حديثك عن الطلول .. الطلول ( الحبيبة ) ..
الطلول ( الوطن ) .. الطلول ( تاريخنا ) .. الطلول ( إنسحاقنا ) ..
الطلول التي أعيش على فـُتاتِها .. حتى الأغنيات المتوهجةِ هنا في المنتدى ( طلولي )

هل أسميهِ فرارا من حالة الواقعية الدودية ، إلى ذاكرة الفـَراشة ؟!
هل تشاطرني الألم أيها القومي ؟! .. هل نحن حقيقيون ، أم أن الزمن
تجاوَزنا ؟! هل دبت الشيخوخة في أوصال عقولنا ، و نضب الطموح ، و تكلـَّست الأفكار ؟! .. أمنفيُّون نحن من ذاكرة النور ؟!

شاطِرني يا رجل فنحن جميعا ( الباكين على الطلول )
في حاجةٍ إلى عزاء .. أو الأجدر بنا ، ما أشرتَ أنت إليه ..
الصمت النبيل ؟!
__________________
شاء اللي شاء ،، و اللي داء ،، مِـن وَردِة الشـِّفة
نـَـهَـل نـبـيـذ لاِشـْـتِيـاء ،، نهـــرِين ،، و لـَم كـَـفـَّىَ
شـَـهَـقْ شـُعاع خِصرَهَا ،، سَرْسِـب نـَدَى مَصْهـور
وِ فْ كلّ سَـرسوب شُـعاع ،، مَـلايكة مُصْـطـَـفـَّــة
يا تـراب و مخلوط بماء ،، إزاى غـَوِيـت النـُّـــور
يـِفـُــــــــــور علـى سِحــرَها ،، و فِــيها يـِتخـَـفـَّـىَ

كمال
رد مع اقتباس